×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / أمير منطقة تبوك يلتقي المواطنين في جلسة سموّه الأسبوعية

صورة الخبر

مضى أكثر من شهر والمواطن لا يزال يعيش في دوامة النفوق. ففي كل عام تظهر لنا حالات متعددة ومتكررة لقضية نفوق الاسماك في المياه الكويتية، ولا احد يعلم حقيقتها. الجميع يطالب بضرورة الكشف عن الاسباب وسط تقاذف الاتهامات بين الجهات الحكومية، وبالتالي يجب تحميل كل جهة مسؤولة عن هذه المشكلة، مسؤولية النفوق، لكي يعلم الناس حقيقة ما يجري من اهمال في اهم مصدر من مصادر الغذاء في الكويت والتعامل معها بكل شفافية.فما نراه اليوم مع الاسف، محاولات لطرح الاسباب من دون ذكر الجهة المسؤولة عن الكارثة، وهذا من وجهة نظري ليس المطلوب! لقد سبق لهيئة الزراعة والثروة السمكية ان اعلنت عن اسباب تلوث جون الكويت، وهي المجارير التي تصب فيه وعددها 50... فوجود مياه صرف صحي تصب في الجون من دون معالجة امر يثير الاستغراب ويدعو للقلق، وخصوصاً حينما نعلم ان مشكلة تلوث الجون تعود الى اكثر من 30 سنة ولم يحرك احد ساكناً! نعم فالسكوت عن هذا التعدي الواضح لجون الكويت كارثة ومن اكبر الاخطاء التي ادت الى ارتفاع نسب الملوثات في المياه الكويتية وقتل اطنان الاسماك المحلية، مع وجود ايضاً نسبة عالية من البكتيريا القاتلة ندابة في المياه. فإن كان نفوق الاسماك المحلية حسب التصريحات الحكومية امره عادي اي طبيعي ولا يستحق هذا التضخيم، اذاً لماذا نرى تقاذف المسؤولية بين الجهات الحكومية وابتعاد الناس عن شراء الاسماك المحلية؟والسؤال هنا: أين ذهبت المسؤولية في اهم ثروة قومية لدينا؟ وما الحلول الممكنة التي تجنبنا حدوث نفوق للثروة السمكية؟ ألم تكن هي مشكلة في الادارة وليست فنية، طالما لدينا مسؤولون غير قادرين على كشف الحقيقة للشعب كافة؟ ثم اين ذهبت الحكومة في تطبيق استراتيجيتها لحماية البيئة البحرية من اي تلوث، ألم يكن هذا من ضمن تحقيق اهداف التنمية المستدامة؟ان ما يحدث امر يدعو للقلق ويتطلب تضافر الجهود والتعاون من اجل المصلحة العامة، فالمشكلة ظهرت وظهر معها قصور الجهات، وبالتالي علينا توجيه اصابع الاتهام للجهات التي تضخ كميات كبيرة من الصرف الصحي والصرف الصناعي والمواد الكيماوية المنبعثة من بعض المؤسسات والسفن والبواخر التي ترمي زيوتها المحروقة وفضلاتها الكيماوية او اي مواد ضارة في المياه الكويتية، ويرجع ذلك الى سنوات عديدة الأمر الذي تسبب في تلوث كبير للبيئة البحرية.لقد رصدت هيئة البيئة وجود تغييرات واضحة على درجة ملوحة المياه في البحر عن طريق محطات الرصد الواقعة قرب ميناء الشويخ والدوحة، واتضح ان هناك انخفاضاً حاداً في درجة الملوحة، وهو ما يدل على تصريف مياه شديدة في تلك المناطق. والمصيبة ان هذا التغير قد يؤدي الى ظهور نفوق جديد للأسماك المحلية، كما ان هناك رصداً اخر يفيد عند مراقبة البيئة البحرية ومياه الجون، بأن ظاهرة نفوق الأسماك اتت من انخفاض في مستوى الاوكسجين المذاب وارتفاع نسب بعض الملوثات فيه قبل ظاهرة النفوق.وبالتالي فإن هذه المتغيرات المائية ترشدنا الى محاسبة الجهات المتسببة لهذه الكميات من الصرف في جون الكويت، اضافة الى وضع خطة طوارئ حكومية على مدار العام للتعامل مع الازمة لمنع حدوث مثل هذا الأمر مستقبلاً، ثم تعاون جميع الوزارات والمؤسسات المعنية بالبيئة البحرية. فما حدث اليوم من الممكن ان يتكرر في اي لحظة، لذلك علينا ان نتعظ في ما حدث لنا في عامي 1999 و2001 من مآس للثروة السمكية وللبيئة البحرية. نعم ان الآوان باتخاذ كل الاجراءات اللازمة لتطبيق القانون بشكل صارم لمن يتعدى ويخالف قانون البيئة الجديد.ولكل حادث حديث.alfairouz61alrai@gmail.com