تقدمت حركة جديدة في مصر تطلق على نفسها "الإخوان المنشقون" بطلب إلى مديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة الغربية لتأسيس "جمعية تعاونية استهلاكية" باسم الإخوان المسلمين، على غرار الخطوة التي اتخذها عدد من قيادات جماعة الإخوان المفصولين في الأردن. وأعلنت الحركة أنها أعدت وثيقة للجمعية الجديدة، جاء فيها "أن الأزهر هو المرجعية الدينية الوحيدة للجماعة، والتخلي تماما عن أفكار سيد قطب وحسن البنا، وعدم ممارسة العمل السياسي تحت أي مسمى، وعدم التواصل مع أي منظمة أو مؤسسة دولية أو دول أجنبية، واحترام الدستور والقانون وأحكام القضاء المصري، وحماية الوطن من الأفكار التكفيرية". ولاقت الفكرة معارضة من أنصار ورافضي الانقلاب على السواء، واعتبرتها قيادات جماعة الإخوان المسلمين "محاولة من النظام لاختراع كيان جديد للإخوان يعترف بالانقلاب لتحسين صورته خارجيا"،في حين حذر مؤيدو الانقلاب من أن تكون الجمعية الجديدة "مناورة إخوانية للعودة للحياة السياسية بوجوه شبابية بعد احتراق الوجوه القديمة". وقال عضو حركة "الإخوان المنشقون" محمد مراد للجزيرة نت إن أعضاء حركته "استلهموا فكرة إنشاء جمعية الإخوان المسلمين من تجربة المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان فيالأردن عبد المجيد الذنيبات، والجمعية الجديدة لن تشارك في العملية السياسية لمدة أربع سنوات، وستتخلى تماما عن فكر حسن البنا وسيد قطب". وناشد الدولة السماح بتأسيس الجمعية وإشهارها "لمساعدة شباب الجماعة في نبذ العنف وكذلك مساعدة الدولة في القضاء على الإرهاب"، مشددا على أن الموافقة على تأسيس الجمعية "سيمثل صفعة كبيرة لقيادات التنظيم الدولي للإخوان". رامي: الكيانات المنشقة فشلت في جمع عشرات من أعضاء التنظيم(الجزيرة) محاولة بائسة في المقابل اعتبر المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين أحمد رامي الأمر "تكرارا لمحاولة بائسة وفاشلة أعقبت الانقلاب مباشرة وأطلق عليها إخوان بلا عنف وفتحت الفضائيات أبوابها على مصاريعها لهم إلا أنهم ذهبوا أدراج الرياح". وذكر أن الكيانات "التي انشقت عن الجماعة وانحازت للعسكر لم تستطع حتى الآن أن تجمع حولها عشرات من عظم الإخوان التنظيمي، لأن ما لا يدركه هؤلاء ومن ورائهم من أجهزة أمنية أن ما يقدمه الصف الإخواني من تضحيات يزيد من ارتباطه بالفكرة ولا يضعفها". وأقر في حواره مع الجزيرة نت بوجود "ملاحظات لقطاع من الإخوان على سياسات وأداء الجماعة خلال السنوات الأربع الماضية، لكن الغالبية العظمىمن أعضاء الجماعة لا ترى أولوية أكبر من إسقاط الانقلاب، وأي إجراء يترتب عليه إضعاف الجماعة هو إجراء يصب في مصلحة الانقلاب، والجماعة وصلت إلى درجة من النضج والإحساس بالمسؤولية تدفعها لتلافي أخطائها وعلاجها في أقصر وقت بأقل تكلفة مع إعطاء الأولوية لإسقاط الانقلاب". في المقابل، حذر الصحفي أحمد سعد من أن يكون تأسيس جمعية جديدة تحت اسم الإخوان المسلمين من قبل المنشقين "مجرد ستار لعودة جماعة الإخوان الإرهابية من جديد بجيل جديد ووجوه جديدة بعد أن سقطت الأقنعة عن الوجوه القديمة وظهر مدى عدائهم للوطن"، على حد قوله. وقال إن البعض انشقوا عن الجماعة بعد تأكدهم من سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي، "فمنهم من انشق لأهداف السلطة والمال، وليس لأسباب فكرية وبالتالي فهم يمتلكون نفس فكر الجماعة، والسماح لهم بتأسيس جمعية يمثل تهديدا صريحا للأمن القومي المصري، فشباب الجماعة أكثر إرهابا وتطرفا من القيادات، وهم من يقوم بتنفيذ التفجيرات التي تعم جميع المحافظات المصرية، ولا يمكن لعاقل أن يصدق مسرحية انشقاق بعضهم عن الجماعة".