أجمع عدد من رجال الأعمال والاقتصاديين على أن مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الذي يختتم فعالياته اليوم في مصر، سيفتح الباب أمام المستثمرين السعوديين والخليجيين للعودة بقوة لضخ استثماراتهم بمصر في مناخ من الأمن والسلام، في ظل الرغبة الصادقة التي لمسها الجميع من الرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة المصرية لإزالة كل المعوقات وحل المشاكل المتعلقة بالمستثمرين، وبعد أن اتفق القادة والزعماء على أن الاستثمار في مصر يمثل استثماراً في أمن واستقرار المنطقة. وقال عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة فهد بن سيبان السلمي: «لقد تحول مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي إلى عرس سعودي في مصر، بعد أن أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته خلال حفل الافتتاح أن المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كان وراء هذا المؤتمر، وهو أول من دعا لإقامته بهدف وقوف جميع الدول الشقيقة والصديقة مع أشقائهم المصريين في الأزمة الاقتصادية التي تعرضوا لها بعد أحداث يناير، وحالة عدم الاستقرار التي تسببت في هزات كبيرة لا يرضاها أي عاشق لمصر التي تمثل عمقا للأمن والاستقرار في المنطقة». ووصف السلمي المشاركة السعودية في المؤتمر بالمتميزة، وقال: «وفق الإحصاءات الرسمية التي أعلن عنها المنظمون، فإن وفد رجال الأعمال السعوديين هو الثاني من حيث العدد بعد الوفد الإماراتي، ولا شك أن عامل الدم والنسب والتاريخ المشترك يجمع بين السعوديين والمصريين، ويمهد بقوة لإقامة الشراكات الاقتصادية في مختلف القطاعات، ورغم المشكلات العارضة التي تعرض لها بعض المستثمرين في فترات الأزمة، إلا أن الروح الجديدة التي أبدتها الحكومة المصرية، والتسهيلات التي أعلنت عنها فتحت الباب أمام عودة ضخ الاستثمارات السعودية بقوة في عدد كبير من المشاريع المصرية». من جهته أشاد الاقتصادي المهندس الدكتور محمد علي التركي بكلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التي تحدث خلالها عن الدور السعودي الكبير في مساندة الاقتصاد المصري، وقال: لقد أعاد الرئيس المصري الحق لأصحابه عندما أشاد بالدور الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - والدعم الكبير الذي قدمته السعودية خلال المؤتمر والمتمثل في تقديم حزمة مساعدات بقيمة 4 مليارات دولار أمريكي لمصر، إضافة إلى إشادته بالدور الذي لعبه وزير المالية إبراهيم العساف في الترتيب والإعداد للمؤتمر، مشيرا إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عبرت عن دعمها الكبير لمصر خلال المؤتمر، سواء بالحضور الرسمي الكبير الذي تقدمه صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد أو بالدعم المالي الذي أعلنت عنه، لافتاً إلى أن القادة والمسؤولين ألقوا الكرة في مرمى رجال الأعمال والاقتصاديين، حيث سيكون هناك دور كبير على عاتق مجلس الأعمال السعودي المصري الذي يترأسه الشيخ صالح كامل في العمل على حصر الفرص الاستثمارية.. وتقديم خارطة واضحة لأصحاب الأعمال للمشاريع التي يمكن أن تقدم قيمة مضافة. وقال محمد العبدالله العنقري رجل الأعمال إن الاستثمارات السعودية في مصر لم تنقطع على مدار السنوات الماضية، واستمرت في مختلف القطاعات، حيث سجلت ارتفاعات كبيرة، لتحتل المملكة المرتبة الأولى عربياً والثانية عالمياً في الاستثمار في مصر بنحو 4027 مشروعا مشتركا. ووفقاً لمجلس الأعمال السعودي المصري، فقد بلغ حجم الاستثمارات السعودية بمصر حتى العام الماضي نحو 23 مليار دولار، بخلاف الدعم المالي والبترولي الذي حصلت عليه الحكومة المصرية، ولا شك أن الكثير من رجال الأعمال كانوا يترقبون مؤتمر شرم الشيخ للعودة بشكل أقوى، لاسيما أن شركات سعودية كبرى استغلت الفترة الماضية في إجراء دراسات جدوى، وبالفعل سوف يعلن في الوقت القريب عن استثمارات جديدة في عدد من القطاعات الواعدة في مصر. وتوقع العنقري أن تشهد الفترة المقبلة مضاعفة حجم الاستثمارات السعودية في مصر، مؤكداً أن قطاعات السياحة والفندقة والإسكان والتطوير العقاري والصناعات الثقيلة، خاصة صناعة البتروكيماويات، من الصناعات التي يوجد بها فرص استثمارية قوية في مصر، وهذه القطاعات بالتأكيد سوف تجذب استثمارات سعودية ضخمة، ويأتي القطاع الصناعي على رأس الاستثمارات السعودية في مصر، يليه قطاع المقاولات في المرتبة الثانية، في حين تأتي السياحة ثالثا.