×
محافظة المنطقة الشرقية

بولينج الكويت وقطر أولاً.. والسعودية والبحرين ثانياً

صورة الخبر

طريقة تعاملنا مع أطفالنا اليوم هي خريطة مستقبلنا غداً، مانبنيه اليوم سنجده شامخاً في الغد أو منكسراً هشاً يسقط مع أول هبة نسيم آتية من هنا أو من هناك من العمق أو من الأطراف.. نعم مجموع القيم التي تزرعها عمليا في وجدان هؤلاء الاطفال ستكون مرتكز انطلاق سلوكياتهم واتجاهاتهم نحو كل شيء.. نعم منهج التفكير والتحليل سيكون أول عناصر المقاومه إن وجدت وإلا ستكون عقولهم مجرد علب فارغة يعبئها كل طارق لأبوابنا. تكريس ثقافة العنف أو التسامح والسلام والحب إن وجدها الصغير في بيئته سلوكاً عملياً وليس مجرد ألفاظ تنتهي بمجرد اول مثير للعنف سنكون اهم مدرسه يتعلم فيها الأطفال سلوكياتهم.. خلك ذيب وخذ حقك بنفسك.. لا تصيرين دجاجة وخذي حقك بنفسك يسمعها الصغار في أول خطواتهم للروضة.. وربما سمعوها مع كل زيارة للأهل والأقارب.. كل ذلك يمثل جزءاً مهماً من منهجنا التربوي مع صغارنا والنتيجة أن العنف والتسلط في تزايد.. ثم نقول باستغراب لماذا زاد العنف في مجتمعنا ذلك المجتمع المسالم.. ذلك المجتمع الطيب القائم على الحب والنخوة والفزعة.. في البيت.. وفي المدرسة.. وفي الشارع قبل الإعلام يمكننا بناء شخصيات سوية شخصيات تستطيع مقاومة الطرح الإعلامي مهما بلغت قساوته ومهما بلغت مغرياته.. حين يجد الابن لغة الحوار بين والديه متخمة بالتعاطف والرقي وقائمة على الاحترام وإن كان هناك اختلاف.. فإنه سيتعلم فنون الحوار وقبول الاختلاف كجزء رئيس من مكونه النفسي والفكري.. إن وجد معلمه يحترم عقله ولا يمارس عليه دور الوصي ولا ويطالبه دائماً بإغلاق فمه وعقله وامتصاص المعلومات دون حوار ونقاش فإنه سيدرك أن عقله ملك له وحق له وليس صندوقاً يمكن ملؤه بما يريد الآخر سيبتدئ باحترام نفسه وسيصل لاحترام الآخرين. حين تؤكد الأم ان صغيرها (انثى او ذكر) احترامه قائم على نوع سلوكه وليس فقط جنسه فإن كل واحد فيهما سيدرك انه مسؤول عن تكوين مكانته في الغد بعطائه وليس بعضلاته.. حين تزرع الأم في الصغيرة ان احترامها لمسؤولياتها في المنزل ليست انتقاصا منها وان مساعدة أخيها الصغير او الكبير لها لا تنقص من رجولته فإننا نزرع داخلهم عمليا ان اختلاف الادوار لا يعني تنافر الأفراد بل النجاح يكمن دائماً في التكامل والتعاون. حين يؤكد الأب لابنائه أن طلاقه من والدتهم لا ينفي حق احترامها وتقديرها وعدم تناولها بالسوء على الإطلاق.. فانه يزرع داخلهم قيماً عالية الايجابية.. حين تؤكد الزوجه أن طلاقها من زوجها لم يكن لسوئه بل لعدم قدرتهم على بناء حياة سعيدة فإن أبناءهما حينها سيتخطون سلبيات الطلاق بحصانة احترام قرار الآخر في تقرير مصيره.. حين نعلّم صغارنا أن حقوقهم تأتيهم دون حاجة لواسطة وشفاعة فإننا نقيهم مبكراً من أعراض الفساد المالي والإداري. حينما يجد الصغير ان طبيب الطوارئ عالجه بمجرد دخوله قسم الطوارئ ولم يتم تقديم مريض عليه دون مبررات مرضيه فإنه سيعلم يقيناً أن العداله الاجتماعية تحمي حقوقه فتلزمه مستقبلاً باحترام حقوق الآخرين.