وفاء مبارك السيف يغدق الله سبحانه وتعالى على عباده النعم بأشكالها وألوانها، ومن ذلك المهارات على اختلافها، ففرد يفتح الله عليه بالشعر أو النثر، وثان بحفظ كتاب الله، وآخر بمهارة في تقنية الحاسوب وبرمجته، فإما أن يسخر العبد تلك النعم في الخير ونفع عباد الله، وإما أن يسخرها، والعياذ بالله، في جلب مفسدة وإيذاء خلق الله، فشتان بين الثرى والثريا. مع الأسف، هناك من المبدعين ممن أغدق الله جل وعلا عليهم النعم، يستمتعون باستخدام مهاراتهم وطاقاتهم، في المفاسد، وجندوا أنفسهم ووقتهم ومالهم في جلبها لغيرهم «على طبق من ذهب»، متناسين قول الله سبحانه وتعالى: «وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم». تظهر بين الفينة والأخرى قضايا التلاعب بصور الآخرين عبر البرامج الحاسوبية، متغافلين عن أن الله عليهم رقيب حسيب.. أليس لدى ذلك العابث ضمير أو شيء من الإنسانية، وهو يؤذي خلق الله، ألا يتذكر هذا أن هذا من الظلم لنفسه وللآخرين! ألا يتذكر أن ملك الموت لربما يقبض روحه وهو يعبث في الصور على حاسوبه، ألا يخشى من دعوة مظلوم تؤذيه في الدنيا وتعذبه في الآخرة!