رشا جبران كثيراً ما يدعي كثير من الناس في مدينتي بأن المرأة هي ملكة، ولكنى أتساءل هل الملكة تأكل بعد الرجال، تأكل بقايا طعامهم (فضلتهم)؟ هل الملكة تجلس في السيارة خلف طفل لايتجاوز الـ 12 من عمره؟ هل الملكة يقرر عنها الذكر سواء كان صغيراً أو كبيراً؟ هل الملكة تُسجن في البيت لا تخرج منه إلا وقت الضرورة، بحكم أنها ملكة وأن ماتريده سيأتي إليها ولن تذهب هي للبحث عنه؟. إذا كانت هذه الملكة في نظركم أنا لا أريد أن أكون ملكة، فالمُلك لا يعني أن أُسجن، أن أكون عبدة فوق رأسي تاج، أن أكون دمية مسرح تُحرك بخيوط. اعلمي أختي أن من يسلب حقوقك ثم يقول لك إنكِ ملكة فهو كاذب. فلا تكوني ملكة بل كوني أنتِ، كوني حرة باختياراتك بأفكارك بحياتك، لأنكِ إن عشت بسعادة فأنت ملكت الدنيا وأصبحتِ ملكة بحق. المرأة في مدينتي تُوأد أحلامها وتُقطف حياتها وتُغصب على دراسة تخصص لا تريده، وتُزوج من شخص لا تحبه، وتُحطم أحلامها التي سهرت الليالي في بنائها، وتجتهد وتذبل لتنجح في حياتها، وما زالوا يتكلمون خلف ظهرها ويظلمونها. أما الرجل فيُسمح له أن يتحكم في أخته وأمه حتى وإن كان صغير السن! وهو يستطيع أن يختار حياته سواء اختار الطريق الصحيح أو الخاطئ، ويمكنه أن يتزوج من يريد ويلهو مع من يريد. وإن لم ينجح في دراسته بإمكانه أن يذهب ويدرس في أي بلد يريد، ومهما تثقف وتعلم وتطور يبقى يردد (عيب الرجل في جيبه فقط)، مهما فعل ومهما ارتكب من أخطاء فهو دائما ينجو بفعلته. وما زالوا يصفونك بأنك ملكة؟ لا يصيبك الغرور عندما يصفونك بأنك ملكة، فهم فقط يريدون أن يُلبسوك القناع المُذهب ليعمي عينيك عن حقيقة أنك عبدة لهم تحت كلمتهم وأوامرهم. لست هنا بصدد الدعوة لتحرر المرأة من الدين، إنما أدعوها للتحرر من قيود الرجل، لأنها تستطيع أن تكون ملكة بأدبها ودينها وعلمها وتحقيق أحلامها، تستطيع أن تكون ملكة نفسها وهي ليست في حاجة أحد أبدا.