نزل سعر خام برنت عن 57 دولارا للبرميل أمس بعد أن قالت وكالة الطاقة الدولية إن تخمة المعروض العالمي تتزايد في ظل عدم ظهور أي علامات على تباطؤ إنتاج النفط الأمريكي. وبحسب "رويترز"، فقد تراجع سعر مزيج برنت في العقود الآجلة تسليم نيسان (أبريل) 30 سنتا إلى 56.78 دولار للبرميل، وانخفض سعر الخام الأمريكي 20 سنتا إلى 46.85 دولار للبرميل. وذكرت الوكالة أن الطاقة الاحتياطية لتخزين الخام في الولايات المتحدة قد تنفد قريبا، ما يفرض مزيدا من الضغوط النزولية على الأسعار، مضيفة أن هذه العملية ستستمر حتى النصف الثاني من 2015 على الأقل. وكانت أنباء عن اتفاق مبدئي لإنهاء إضراب ينظمه بعض عمال المصافي في الولايات المتحدة قد ساهمت في دعم الأسعار نظرا لأنه قد يساعد على زيادة الطلب على الخام للتكرير في أكبر مستهلك للنفط في العالم. وأثر الإضراب العمالي الأكبر لعمال المصافي الأمريكية في 35 عاما في نحو 20 في المائة من طاقة التكرير في الولايات المتحدة ما حدّ من الإنتاج. وقد يقلص الاتفاق مخزونات الخام الأمريكية التي قفزت الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوياتها في مثل هذا الوقت من السنة منذ أكثر من 80 عاما، ويراقب المستثمرون أيضا التطورات في ليبيا حيث توقف 75 في المائة من الإنتاج بسبب القتال بين فصائل مسلحة متنافسة. وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس إن أسعار النفط ربما تكون قد تماسكت بشكل مؤقت فقط مع تزايد تخمة المعروض العالمي نظرا لعدم ظهور أي علامات على تباطؤ إنتاج النفط في الولايات المتحدة. وذكرت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها في تقريرها الشهري، أن الطاقة الاحتياطية لتخزين الخام في الولايات المتحدة قد تنفد قريبا، ما يفرض ضغوطا نزولية إضافية على الأسعار، مضيفة أن تلك العملية ستستمر حتى النصف الثاني من 2015 على الأقل حيث من المتوقع أن يبدأ انحسار نمو إنتاج النفط الأمريكي في ذلك الحين. وأفادت وكالة الطاقة بأن التباطؤ المتوقع للإنتاج الأمريكي - بجانب ارتفاع الطلب العالمي - سيعطي دعما لأسعار النفط ومتنفسا لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وأنه في ظاهر الأمر يبدو أن سعر النفط يتماسك، ولكن يا له من توازن هش، فخلف واجهة الاستقرار تجد أن عملية إعادة التوازن التي أثارها هبوط النفط لم تأخذ مجراها حتى الآن وقد يكون توقع مضيها قدما بسلاسة إفراطا في التفاؤل. وأشارت الوكالة إلى أن الهبوط الحاد في عدد منصات الحفر الأمريكية كان محركا رئيسيا لتعافي الأسعار في الآونة الأخيرة، الذي شهد ارتفاع خام برنت إلى 60 دولارا للبرميل بعد نزوله إلى 46 دولارا في كانون الثاني (يناير) من ذروته البالغة 115 دولارا في العام الماضي. وبحسب الوكالة فإنه لم تظهر على إمدادات المعروض الأمريكي بعد علامة تذكر على التباطؤ، بل على العكس لا تزال تخالف التوقعات، ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط من خارج "أوبك" في شباط (فبراير) بنحو 270 ألف برميل يوميا على أساس شهري إلى 57.3 مليون برميل يوميا بدعم من ارتفاع الإنتاج في أمريكا الشمالية. وزاد المعروض العالمي 1.3 مليون برميل يوميا على أساس سنوي إلى ما يقدر بنحو 94 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي مدعوما في الأساس بارتفاع معروض الدول غير الأعضاء في "أوبك" 1.4 مليون برميل يوميا. وارتفعت مخزونات الخام الأمريكية بفعل نمو إنتاج الخام وهبوط إنتاج مصافي التكرير في ظل توقفات موسمية وأخرى غير متوقعة للمصافي وتراجع هوامش الربح وارتفاع مخزونات البنزين. وقالت الوكالة إن مخزونات الخام الأمريكية بلغت في أحدث الإحصاءات 468 مليون برميل وهو مستوى قياسي، وربما تصل المخزونات الأمريكية إلى الحدود القصوى لطاقة التخزين قريبا، وسيؤدي ذلك حتما إلى تراجع الأسعار من جديد بما قد يدفع بدوره إلى خفض المعروض الذي ما زال يتعذر القيام به حتى الآن، وبينما قد يستغرق المعروض الأمريكي فترة أطول من المتوقع ليبدأ التأثر بانخفاض أسعار النفط فإن التأثر قد يكون أكثر حدة. وأضاف التقرير أن النمو سينحسر في النصف الثاني من 2015، وستخيب توقعات وكالة الطاقة آمال "أوبك" التي أبقت على مستوى إنتاجها دون تغيير في اجتماعها الأخير في تشرين الثاني (نوفمبر) لحماية حصتها في السوق وكبح نمو إنتاج النفط الأمريكي. وذكرت الوكالة أنه في الربع الثاني من 2015 حين يكون الطلب في أدنى مستوياته بسبب أعمال صيانة عالمية للمصافي سيبلغ الطلب على خام أوبك 28.5 مليون برميل يوميا مقارنة بالإنتاج الحالي للمنظمة الذي بلغ 30.22 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي. ورفعت الوكالة توقعاتها للطلب على النفط في النصف الثاني من 2015 وهو ما أدى بدوره إلى ارتفاع الطلب على خام "أوبك" إلى 30.3 مليون برميل يوميا مقتربا من مستوى الإنتاج الحقيقي للمنظمة وهدفها الرسمي البالغ 30 مليون برميل يوميا. وأفادت الوكالة بأن نمو الطلب العالمي على النفط بلغ مستوى متدنيا في النصف الثاني من 2014 ثم أخذ يرتفع بشكل مطرد بعد ذلك ومن المتوقع وصول النمو إلى مليون برميل يوميا على أساس سنوي في الربع الأول من 2015. ورفعت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب في 2015 بأكمله بواقع 75 ألف برميل يوميا إلى مليون برميل مقارنة بآخر تقرير لها ومقابل نمو متوقع في 2014 قدره 680 ألف برميل يوميا بما يصل بمتوسط الطلب العالمي هذا العام إلى 93.5 مليون برميل يوميا. وأضافت الوكالة أنه ظهرت علامات مؤقتة على تعافي الطلب مع بداية العام مع التأكيد الشديد على كلمة مؤقتة، وفي إطار العوامل الداعمة للنفط قالت الوكالة إنه فضلا عن القلاقل السياسية في بعض الدول المنتجة مثل العراق وليبيا فقد أظهرت أسواق المنتجات المكررة أداء قويا على نحو غير متوقع.