شنت الشاعرة هدى الدغفق هجوما عنيفا على كثافة النشر وتدافع الإصدارات في معرض الكتاب الدولي المقام بالرياض مشيرة بقولها: إن وسائل التواصل الاجتماعي أكسبت الجميع أدوات التعبير بمستويات متفاوتة إلا أن بعضهم تجاوز مسألة التعبير من خلال الشبكات، إلى جرأة التأليف، وساعده على ذلك قبول ما يكتبه وان كان ذلك من باب المجاملة، وربما كان جشع تجار النشر وراء تدافع الإصدارات دون تدقيقها وانتقائها، فأضحى النشر تجارة أكثر منه قيمة وفكرا وأداة ثقافية. ولفتت الدغفق في حديثها لـالجسر الثقافي الى أن هذا الأمر من كثافة النشر لا ينطبق على فئة الناشئين بل كل الفئات العمرية المختلفة، وأعتقد أن هناك أسماء ابداعية من فئة الشباب المبدع حقيقة بما قدمه ولكن الحابل اختلط بالنابل وتشوشت الرؤية وتشوهت الصورة الناقلة للواقع. فيما أوضحت الدغفق، أنها تعتقد أن تلك النماذج الهشة من المؤلفات لن تطيل البقاء.. فالكتابة والتأليف والإبداع مهنة شاقة لا تحتمل الترفيه ولن يحتملها أولئك الذين ازدانوا بها ولم تزدن بهم.. هم مثل رماد سيتطاير، وأنا على يقين بأنه لن يصح إلا الصحيح من الإنتاج الأدبي وأهله شبابا أو ما عداهم. وحول غياب المثقف السعودي الناقد عن الكثير من فعاليات المعرض، أشارت الدغفق الى اعتقادها استيلاء غير المثقفين على كثير من الفعاليات الثقافية مما أثر على الذائقة الثقافية في البلد، مطالبة بان يكون هناك سعى حقيقي لخدمة ثقافة الوطن والمثقف السعودي بشكل خاص من خلال إعطاء الفرص لكافة المثقفين السعوديين في مختلف الفعاليات الثقافية سواء بالداخل أو بالخارج. فيما أكدت على أهمية احتواء المبدعين والمبدعات من المثقفين والإنتاج الأدبي الإبداعي الذي يعزز من مفهوم وتنوع الثقافة السعودية وعدم استغلال الثقافة لوسائل مختلفة لا تخدم الوطن ولا تخدم الذائقة الثقافية بشكل عام. ويرى المدير التنفيذي لمركز العربي للدراسات الإنسانية عادل حزين، أن معرض الكتاب بالرياض يشهد الكثير من الزخم من خلال التسوق العالي، مؤكدا على تربع الكتب الدينية والروايات على مشتريات الزوار للمعرض. ولفت حزين الى أن الكثير من المجالات الجديدة التي بدأت تستهوي الكثير من الزوار كالروايات الإسلامية تلك التي فيها مراعاة للقيم والمبادئ الإسلامية، بالإضافة إلى الكثير من المؤلفات الجديدة من علم النفس الاجتماعي وغيرها مع اقراره بغياب الكتب المعينة بالتحذير من الأفكار المتشددة وخطورتها.