قالت زكية بهجو المدير التجاري الإقليمي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في إحدى الشركات المتخصصة بتحلية المياه، إن معدل الاستهلاك اليومي من المياه للفرد في المملكة بلغ 265 لترا، مسجلا بذلك أعلى المستويات على الإطلاق. وشددت على وجود حاجة إلى تقنيات جديدة في تحلية المياه لمواكبة الطلب المتزايد، مشيرة إلى أن إنتاج النفط بكميات كبيرة يشكل ضغوطا على موارد المياه نظرا لأن إنتاج كل برميل نفط يستلزم توفير 3 براميل من المياه. ورأت أن إعادة التدوير تمثل الحل الأنسب لتوفير المياه للتنقيب عن النفط. وفيما يلى نص الحوار: ● يواجه قطاع تحلية المياه تحديات كبيرة في المملكة في ظل زيادة الاستهلاك، هل تعتقدون بوجود حاجة ملحة لتقنيات جديدة في هذا القطاع؟ ●● أظهرت أبحاث أجريت مؤخراً في جامعة الملك سعود أن الطلب المنزلي السعودي على المياه ينمو بمعدل 7.5 في المائة سنوياً، وأن معدل الاستهلاك اليومي للفرد يبلغ نحو 265 لتراً، مسجلاً بذلك أعلى مستوياته على الإطلاق. وتميل مشاريع تحلية المياه إلى استهلاك كميات كبيرة من الطاقة وتعتبر بالتالي غير قابلة للاستدامة على المدى الطويل. وهذا يعني أنه لا بد للمملكة من الاستثمار في تقنيات تساعد عمليات تحلية المياه في تلبية الاحتياجات المتنامية للأعداد المتزايدة من السكان. ● مع تزايد تركيز الاستثمارات على إعادة تدوير المياه المستخدمة، هل يمكن أن يؤثر ذلك على حقول النفط؟ ●● تعتبر الإدارة الفعالة لمياه حقول النفط من أهم التحديات التي يواجهها قطاع معالجة المياه في العالم بصورة عامة والشرق الأوسط بصفة خاصة. فعلى الصعيد العالمي، يتم إنتاج نحو ثلاثة براميل من المياه مقابل كل برميل من النفط، وقد تصل كمية المياه المنتجة في حقول النفط الناضجة إلى 90 % من إجمالي الإنتاج. وتعتبر جودة المياه أمراً حيوياً لتحسين عمليات استخراج النفط وتقليص التأثير البيئي لإنتاج الوقود الأحفوري. وهذا ما يدفع شركات النفط إلى البحث باستمرار عن تقنيات لمعالجة مياه حقول النفط بأسلوب أكثر فعالية من خلال تطوير عملية إعادة تدوير المياه لزيادة إنتاجية مكامن النفط وتقليص الآثار البيئية لتصريف المياه. وتتطلب هذه التقنيات معالجات كيماوية متطورة ومعقدة. ● في ظل معالجة 18 % من المياه المستخدمة في المملكة، ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه تعزيز الاستثمار في مجال التنقية الصناعية للمياه؟ ●● تعتبر المملكة منتجاً ومصدراً عملاقاً للنفط والغاز وتواجه بالتالي ضغوطاً كبيرة على موارد المياه. ونظرا لأن عمليات استخراج النفط في قطاع المنبع تتطلب كميات كبيرة من المياه، تحتاج المناطق التي تعاني شحاً في مواردها المائية إلى إدارة مياه حقول النفط بأسلوب عالي الكفاءة والفعالية لتخفيف الأعباء عن سائر مواردها المائية. وهذا ما يدفع بدول المنطقة إلى إعادة تدوير ومعالجة المياه المستخدمة بصفتهما الحل الأمثل لتلبية احتياجات عمليات التنقيب عن النفط واستخراجه من مكامنه. ورغم أن المياه المنتجة من حقول النفط كان يعاد حقنها تقليدياً في مكامنه لتعزيز عملية الاستخراج الثانوي للنفط، تبحث شركات النفط اليوم عن تقنيات أكثر فعالية لاستخدام تلك المياه مثل تقنيات المياه الذكية والإغراق بالكيماويات وتحسين وتعزيز استخراج النفط التي تتيح تفادي الإضرار بالمكامن وتعزيز كميات النفط القابلة للاستخراج. وتتطلب هذه التقنيات معالجة مسبقة أكثر تطوراً للمياه عبر الترشيح والتقنيات الانتقائية لفصل المياه عن النفط، ولاشك أن إضافة الكيماويات تعمل بصفة منشطات سطحية أو مبيدات جراثيم عضوية أو مانعات لتشكل القشور في المياه التي يعاد ضخها في المكامن. ● كيف تنظرون إلى أهمية إعادة تدوير المياه في المملكة؟ ●● تنتج جميع المجتمعات البشرية كميات كبيرة من المياه المبتذلة في الصناعات التي تستهلك كميات كبيرة من المياه أمثال الكيماويات والبتروكيماويات ولب الورق والورق والمنسوجات والفولاذ والمواد الغذائية والمشروبات. وهذا ما يجعل من معالجة وإعادة تدوير المياه ضرورة استراتيجية حيوية للنمو البشري والاقتصادي على حد سواء، وأصبحت تلبية احتياجات المنطقة من المياه تتصدر أولويات الحكومات المحلية في الدول المعنية. وتنشط شركات المرافق العامة الإقليمية في إدارة مشاكل محدودية معدلات هطول الأمطار وموارد المياه القابلة للاستخراج وازدياد أعداد السكان. ● ما هو تأثير بناء مصنع أغشية تحلية المياه بالتناضح العكسي في المملكة هذا العام؟ ●● هذا المصنع يعد الأول من نوعه في خارج الولايات المتحدة ويهدف إلى تلبية احتياجات الأسواق الصاعدة الأخرى أمثال أسواق أوروبا الشرقية والصين وجنوب شرق آسيا. وسوف يعزز هذا المصنع فرص العمل للمواطنين السعوديين.