قال مختصون إن تطبيق خطط ومبادرات المركز السعودي لكفاءة الطاقة بدعم الأمير عبد العزيز بن سلمان نائب وزير البترول ورئيس البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة يمكن أن يسهم تخفيض 25 % من استهلاك المملكة اليومي من النفط والنفط المكافئ والذي يصل الى 4 ملايين برميل، وأرجعوا ذلك الى شمولية خطط المركز وتركيزه بالدرجة الاولى على القطاعات التي تستنزف الطاقة بنسبة 90 % في المملكة وهي المنازل والنقل والمصانع. وفي البداية أشار الاقتصادي سيف الله شربتلي إلى الحملات المتوالية التي يطلقها المركز وآخرها لاقتصاد استهلاك الوقود في المركبات، مشيرا إلى أن المملكة بها اكثر من 12 مليون سيارة تستهلك يوميا 811 الف برميل من النفط تمثل 23 % من حجم الاستهلاك اليومى للنفط في المملكة. ولفت في هذا السياق الى العديد من الارشادات التي يتطلع المركز الى تحقيقها وفي صدارتها الهبوط باستهلاك الوقود الى 25 % على الاقل بعد ارتفاع الاستهلاك اليومي من النفط والنفط المكافئ الى 4 ملايين برميل يوميا، مشيرا الى ان المملكة تأتي ضمن اكبر 5 دول في العالم في استهلاك الوقود. ووصف هذه المعدلات من الاستهلاك بالمخيفة في ظل التراجع الملحوظ في اسعار النفط حاليا، داعيا الى ضرورة تنويع مصادر الطاقة في اقرب فرصة ممكنة لتقليل الاعتماد على النفط ولا سيما في الفترة الراهنة في ظل تواضع الاسعار. ولفت الى اهمية الحد من استخدام السيارات الصغيرة والتوسع في مشاريع النقل العام بين المدن وفي داخلها، على أن يتلافى مختلف العيوب لكى يكون ذا جودة عالية ويدفع المواطن الى إيقاف سيارته الخاصة من أجل استخدامه. ودعا الى استخدام المركبات ذات المحركات الضخمة والحد من السيارات القديمة ذات الاستهلاك المرتفع للوقود، مشددا في السياق ذاته على اهمية الصيانة باستمرار واستخدام مثبت السرعة لتوفير الوقود . واتفق مع الرأي السابق رئيس لجنة النقل في الغرفة التجارية بجدة سعيد بن علي البسامي، مشيرا الى أن زيادة السرعة على سبيل المثال من 100 كم في الساعة الى 140 كم من شأنه أن يرفع استهلاك الوقود بنسبة 30 %، كما أن ضبط الإطارات يوفر 6 % من استهلاك الوقود. وشدد على اهمية ترشيد الاستخدام السكني من الوقود الذي يمثل حاليا 51 % من حجم الاستهلاك الكلي، بينما لا يزيد الاستهلاك التجاري والحكومي معا عن 26 % فقط، وطالب بضرورة التركيز على تعزيز العزل الحراري في المساكن، مشيرا إلى أن 70 % منها بدون عزل مما يزيد من الاستهلاك بصورة كبيرة. ودعا إلى ضرورة إطلاق حملات توعوية لترشيد استهلاك الطاقة في المنازل من خلال إجراء صيانة دورية لأجهزة التكييف وفصل التكييفات عن أنظمة الإنارة وعدم ترك الشبابيك مفتوحة أثناء عمل التكييف فضلا عن اختيار السعة المناسبة لعمل المكيف بما يتفق مع الحاجة الفعلية والمساحة. واشار الى ان العزل الحراري من شأنه ان يخفض حجم الاستهلاك المنزلي بنسبة 40 % على الاقل، مشيرا في السياق ذاته إلى أهمية إبعاد الثلاجات عن الحوائط، وضبط حرارة السخان الكهربائى عند أقل من 60 درجة. واشار رجل الاعمال عبدالحكيم السعدي الى اهمية التركيز على رفع كفاءة السيارات من اجل زيادة معدل استهلاك الوقود ليصل الى 18 كيلو لكل لتر بدلا من المعدل الراهن الذى لا يزيد على 12 لتر حاليا، داعيا التجار الى اهمية الالتزام ببرنامج الترشيد عبر استيراد الاجهزة الموفرة كهربائيا من بلد المنشأ، وان يتم الالتزام بوضع بطاقة اقتصاد الوقود فوق جميع المنتجات. ولفت الى اهمية المضى قدما في خطط ترشيد الطاقة على كافة المستويات، وأن تبدأ الجهات الحكومية بذلك، وأن يكون المواطن على ثقة في ان هذا التوفير سيصب في مصلحته بالدرجة الاولى، مؤكدا على حق الاجيال القادمة في النفط، وأعرب عن أمله في الإسراع بمشروع النقل العام حتى يسهم في تقليص أعداد السيارات الصغيرة.