حملت روسيا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مسؤولية التصعيد العسكري في أوكرانيا. وجاء في بيان للخارجية الروسية امس أن "الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتحملان مسؤولية كبيرة بدعمهما للقمع العنيف التي يمارسه منظمو الانقلاب في كييف ضد الاحتجاجات". وأضاف البيان أن ذلك يؤدي إلى تضاؤل احتمالات التوصل إلى حل سلمي للأزمة. وجاء في البيان: "نحن نطالب الغرب بشدة بإنهاء سياسته الهدامة". وذكرت الوزارة أن الهجوم الذي شنته قوات حكومية أوكرانية على قوى احتجاجاية في مدينة سلافيانسك شرق أوكرانيا شارك فيه مرتزقة أجانب. كما استنكرت موسكو امس العملية العسكرية التي تستهدف المتمردين الاوكرانيين الموالين لروسيا في سلافيانسك شرق اوكرانيا معتبرة انها تجر أوكرانيا "الى الكارثة"، ودعت الغرب الى العدول عن "سياساته الهدامة". واعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان "كما حذرنا مرارا، فان الزج بالجيش ضد الشعب هي جريمة وستجر أوكرانيا الى الكارثة"، وعبرت عن "سخطها بعد بدء عملية انتقامية في سلافيانسك بمشاركة عناصر من حركة برافي سكتور" القومية المتطرفة شبه العسكرية. واضاف "كما ندعو بحزم الغرب الى التخلي عن سياساته الهدامة إزاء أوكرانيا". واعتبر الكرملين امس الهجوم الذي تنفذه القوات الاوكرانية منذ الصباح على مدينة سلافيانسك التي يسيطر عليها متمردون مسلحون موالون لموسكو في شرق اوكرانيا "هجوما انتقاميا" يوجه الضربة القاضية لاتفاق جنيف الذي سعى لنزع فتيل الازمة. وصرح المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ديمتري بيسكوف انه "ومن خلال استخدام الطيران لاطلاق النار على تجمعات مدنية، شن نظام كييف هجوما انتقاميا يقضي على الامل الاخير بتطبيق اتفاق جنيف"، حسبما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية. وكان الهدف من الاتفاق الذي تم التوصل اليه في منتصف نيسان/أبريل بين اوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي نزع فتيل الازمة في اوكرانيا. وقال بسكوف ان موسكو ارسلت الخميس مبعوثها فلاديمير لوكين الى شرق اوكرانيا للمشاركة في المفاوضات للافراج عن مراقبي منظمة الامن والتعاون الاقتصادي المحتجزين منذ اسبوع في سلافيانسك. وقال "منذ بدء العملية الانتقامية، فقد الجانب الروسي الاتصال معه". وطالبت موسكو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا باتخاذ كافة الإجراءات لإيقاف العملية العسكرية التي بدأتها سلطات كييف بشرق أوكرانيا. وقال المندوب الروسي الدائم لدى المنظمة أندريه كيلين، لوكالة أنباء (إنترفاكس) الروسية إن الرئيس السويسري، ديديه بوركاخالتير، الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، يتواصل مع الرئيس الأوكراني المعين من قبل البرلمان، ألكسندر تورتشينوف، ورئيس الحكومة الموقت، أرسيني ياتسينيوك، فيما يتواصل الأمين العام للمنظمة، لامبيرتو زانير، مع وزير الخارجية الأوكراني الموقت، أندريه ديشيتسا، بشأن هذه المطالب. وأوضح كيلين أن "الأوكرانيين بدأوا يردون ويشددون على أن هذه العملية ليست موجهة ضد سلافيانسك، وإنما هدفها محاصرة المدينة وعزلها". وشكك المندوب الروسي في "مزاعم" سلطات كييف، وقال" إذا كان الأمر كما تدّعي السلطات في كييف، فنحن نطالب بفتح ممرات إنسانية للسماح للسكان المدنيين بالخروج، وكذلك بإيقاف تحليق الطيران فوق المدينة". واعتبر كيلين أنه "في أي حال من الأحوال، إن العملية العسكرية ستعقد الوضع في شرق أوكرانيا وتعوق تنفيذ بنود اتفاقية جنيف، وستزيد صعوبة وضع المراقبين العسكريين الأوربيين داخل سلافيانسك". ومن جهته، أكد ديمتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، أن الأخير يحصل على كافة المعلومات حول تطور الأحداث في جنوب شرق أوكرانيا بعد انطلاق العملية العسكرية بمشاركة القوات المسلحة الأوكرانية وباستخدام الطائرات الحربية. وأضاف أن "بوتين وصف في السابق، أثناء زيارته إلى مينسك، العملية العسكرية المحتملة بالجريمة"، متابعاً أنه "لسوء الحظ، فإن تطور الأحداث الحالي يبرهن التقييم بشكل كامل". وأفاد بيسكوف أن فلاديمير لوكين، مبعوث الرئيس الروسي، توجه الخميس بأمر من الرئيس إلى جنوب شرق أوكرانيا لإجراء محادثات بشان الإفراج عن المراقبين العسكريين الأجانب المحتجزين هناك". وأشار إلى أن الجانب الروسي فقد الاتصال بلوكين بعد انطلاق "العملية العقابية"، وتابع أن "نظام كييف بدأ في الوقت الذي تبذل فيه روسيا جهودا بهدف تخفيف حدة التوتر وتسوية النزاع، قصف التجمعات السكنية السلمية باستخدام الطائرات الحربية"، مضيفاً أنه "قضى بإقدامه على هذه العملية العقابية على كافة الآمال باتفاقية جنيف". كما عبر بيسكوف عن قلق موسكو إزاء حياة الصحافيين الروس والأجانب في منطقة إجراء العملية العسكرية، مطالبا باتخاذ إجراءات سريعة لضمان أمنهم. من جهتها، أفادت وكالة "نوفوستي" الروسية أنها تمكنت من الاتصال بناتاليا ميرزا، مساعدة مبعوث الرئيس الروسي، فلاديمير لوكين، التي أكدت أن لوكين على ما يرام. وكانت القوات العسكرية الأوكرانية بدأت فجر امس ، عملية عسكرية واسعة في سلافيانسك ضد أنصار فدرلة البلاد، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، في حين أعلن عناصر الدفاع الشعبي في المدينة إسقاط مروحيتين ومقتل أحد الطيارين وأسر طيار آخر.