للمرة الأولى خلال 8 سنوات تقريبا، سمحت السلطات الإسرائيلية، أمس، باستيراد شحنات من الفواكه والخضراوات من قطاع غزة، في خطوة تهدف إلى إحداث تخفيف جزئي للحصار الاقتصادي الذي تفرضه على القطاع، وأيضا لتفادي أي تصعيد مع الفلسطينيين يمكن أن يؤثر على سير الانتخابات الإسرائيلية المقررة يوم 17 مارس (آذار) الحالي، حسب تحليل عدد من المراقبين والمحللين السياسيين. وبدأت السلطات الإسرائيلية فعليا السماح بدخول الخضراوات من غزة، كما سمحت للتجار الفلسطينيين بالعبور من إسرائيل إلى الضفة الغربية المحتلة، وللمزارعين الفلسطينيين بإدخال جرارات عبر إسرائيل، حيث جرى نقل 27 طنا من الطماطم و5 أطنان من الباذنجان في شاحنات عبرت الحدود بموجب خطة إسرائيلية لاستيراد نحو 1200 طن شهريا، وهو ما لاقى صدى طيبا عند الفلسطينيين الذين رحبوا باستئناف الصادرات. وجاء هذا في وقت تعيش فيه مدن إسرائيل حملة الانتخابات الإسرائيلية، إذ من المتوقع أن يتوجه الإسرائيليون، الأسبوع المقبل، إلى صناديق الاقتراع، في ثاني انتخابات عامة خلال عامين، سيسعى خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إعادة انتخابه لولاية رابعة، في وقت يواجه فيه المواطنون تحديات أمنية ومشاكل اجتماعية كبيرة. ودعي نحو 5.8 مليون ناخب إسرائيلي إلى التصويت، الثلاثاء المقبل، وقد لا يعرفون اسم رئيس وزرائهم المقبل لعدة أيام أو أسابيع. لكن المفاجأة الكبيرة، حسب بعض المراقبين، هو اعتراف نتنياهو نفسه، أمس، باحتمال هزيمته في الانتخابات التشريعية. وحذر من سيناريو فوز خصمه العمالي إسحق هرتزوغ، الذي سيقود (حسب رأيه) إلى «استسلام على كل الجبهات».