أكد سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي، اختطاف إيران للقرار العراقي رغمًا عن العراقيين من خلال وجودها المؤثر في المشهد السياسي، داعيًا الى ضرورة استعادة هيبة الدولة، وقال: لا وجود للعراق ولا هيبة الدولة في ظل المليشيات المسلحة، واتهم النخب الثقافية العراقية بإشعال الفتنة الطائفية، معربًا عن أمله في تطوير العلاقات السعودية العراقية في ظل الدور المحوري والمؤثر الذي تنهض به الرياض حاليًا. وكان من أبرز تصريحاته: انتهاء داعش من العراق خلال العام الحالي في ظل دعم التحالف الدولي لا وجود في العراق لشبح الفتنة على المستوى الشعبي منح رئيس الحكومة مهلة أسبوع لإجراء التعديل الوزاري بشرط موافقة كل الأطراف ** في البداية إلى أين تسير العلاقات العراقية - السعودية؟ السعودية ليست فقط دولة عربية وإنما جارة مهمة في المنطقة ونحن حريصون على إقامة علاقات جيدة معها، وألا نفقدها، لأنها دولة مؤثرٍة، وسنعقد اجتماعات مع المسؤولين بها لتجسير العلاقات البلدين . ** وكيف تنظرون إلى دور البرلمانات العربية في تقريب ** وجهات نظر الأشقاء في ضوء الخلافات التي تعصف بالدول؟ دور البرلمانات العربية هو إيجاد قنوات تواصل غير الدبلوماسية الرسمية التنفيذية، وقد التقيت رئيس مجلس الشورى السعودي في القاهرة على هامش مؤتمر البرلمانات العربية وجرى تداول لبعض الأفكار والتوجهات التي يمكن من خلالها دعم العلاقات بين البلدين حكومة تكنوقراط ** كيف تنظرون إلى طلب رئيس الحكومة بتفويض حكومة تكنوقراط بعيدة عن المحاصصة؟ من الصعوبة الآن خاصة بعد التفويض الأول الذي قدمناه بشأن الإصلاحات أن ننطلق بدون تفاهم بين مؤسسات الدولة بدءًا من الرئاسة ومجلس الوزراء ومجلس النواب، كما أن هناك كتلًا سياسية تحتاج إلى حوار ومفاوضات، وبالطبع نحن نريد لرئيس الوزراء أن ينجح لتجاوز الأزمات الاقتصادية وكذلك شبهات الفساد الذي لابد من محاسبة مرتكبيه، لذلك سننتظر هذا الأسبوع لينتهي رئيس الوزراء بعد تشكيل لجنة مفاوضات تعمل على اختيار الوزراء وسواء تم استبدال البعض او الكل فهذا يعود اليه، ولكن بالنسبة لنا قلنا داخل البرلمان انه اذا ذهبت الى تغيير شامل انت الذي يقرر، واذا أردت ان تعيد النظر في بعض الوزراء فأنت من تقرر، لكن بشأن الاختيارات والبدلاء فإنه من المهم أن يحاط علمًا بذلك الأطراف السياسية. ** وهل ترى أن رئيس الوزراء سينجح في مهمته؟ الوضع شديد التعقيد في الحقيقة، ولكننا سنقف سويًا حتى تجاوز هذه الإشكالية ونأمل النجاح إلى أين وصلت جهود الدولة العراقية في مكافحة الإرهاب ** وتنظيم داعش؟ بعد الانتهاء من تحرير الرمادي، نحن باتجاه تحرير كل الأنبار وهي تمثل مساحة ثلث مساحة العراق واختارها داعش حتى يتهرب من المتابعة والملاحقة، والآن أوشكنا ان ننتهي من تحريرها ثم ننتقل الى نينوى، وقد زرت قيادة العمليات في نينوي قبل أسبوع ووجدت استعدادا جيدا في هذا الاطار، وهو ما يجعلنا نشعر ان هذا العام قد يشهد القضاء على داعش، وزوالها بشكل واضح، ولكننا بعد ذلك نحتاج الى استراتيجية تركز على عودة النازحين والسيطرة على الوضع الميداني لضمان عدم عودة الإرهاب والتطرف. قوات التحالف الدولي ** ما تقييمك بشأن الدور الذي تقوم به قوات التحالف الدولي في العراق؟ أرى أن المجتمع الدولي ساعدنا إنسانيًا وعلى مستوى تقديم السلاح والعتاد والطلعات الجوية التي حررت الكثير من المناطق. ** وهل ترى أنها جادة في القضاء على داعش؟ نعم هم جادون، بعد أن كانوا يتعاملون مع هذا الموضوع ببطء، والآن نشعر ان تفاعلهم جيد في هذا الاطار، ونأمل ان تكون هناك مساعٍ أوسع حتى نمضي باتجاه تحرير المدن العراقية. ** إلى أين وصلت أزمة تدخل القوات التركية بالأراضي العراقية؟ ما زالت تمثل أزمة وهناك زيارة وشيكة إلى تركيا للتباحث في هذا الإطار، وإذا كانت أنقره تبحث عن أمنها القومي يجب ألا يكون ذلك على حساب العراق ولابد من التنسيق مع الاطراف العراقية في هذا الشأن اختطاف القرار العراقي **كيف تنظرون الى التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، في ضوء الأزمات المتعاقبة؟ ايران لها وجود في الواقع العراقي على وجه التحديد، وفي الحقيقة اننا نرفض اي تدخل في الشؤون العراقية، وقد نبني علاقات مصالح مع اي دولة لكن ليس الى الحد الذي يمكن إيران ان يكون لها حضور مؤثر في صناعة القرار رغما عن العراقيين، وهذا أمر مرفوض من جانبنا. ** قمتم بزيارة لأمريكا اعترضت عليها وزارة الخارجية العراقية، ما حقيقة هذا الأمر؟ كانت زيارة في شطر منها يتعلق بإلقاء محاضرات في مراكز بحثية واكاديمية وهذه لا تحتاج الى تنسيق مع الخارجية، وأثناء وجودي طلب مسؤولون أمريكيون إجراء لقاءات مع نائب الرئيس الامريكي ورئيس مجلس النواب والخارجية، ويبدو أن هناك سوء فهم لدى السفارة. ** وماذا عن المليشيات في العراق حاليًا؟ لابد أن ننهي حالة المليشيات وحمل السلاح المنفلت خارج اطار الدولة وإلا لا وجود للعراق او لهيبة الدولة، والمعروف ان انتشارها ادى الى قتل المدنيين والأبرياء وتهجيرهم وهذه حالة منافية ليس فقط للبعد الدولي وانما للبعد الانساني أيضًا. ** لا تزال الفتنة الطائفية تمثل شبحًا يهدد نسيج المجتمع العراقي، ما حقيقة الأمر بين السنة والشيعة بالعراق؟ على مستوى عوام الناس لا توجد مشكلة وانما هناك اعتزاز بعروبتهم وأخويتهم وهم متصاهرون مع بعضهم، ولكن للاسف النخبة السياسية استغلت الانتماءات الفردية وعبأت الناس وأثرت بشكل كبير على المزاج العام، ولابد من مصالحة مجتمعية نسعى لها اذا عجزنا عن ايجاد مصالحة سياسية لأن ذلك هو الاساس ** وكيف تنظرون الى المظاهرات في العراق ؟ انا مع كل تعبير سلمي عن وجهة النظر لكن الا يتجاوز حدود الاستقرار والأمن لأنه خط احمر النسبة لنا وهم يريدون إتمام عملية الإصلاحات بشكل مناسب كما تم الوعد به ويرفضون التسويف والمماطلة. ** وماذا عن لقائك مع الرئيس عبدالفتاح السيسي والتعاون العراقي المصري؟ العراق ومصر من الممكن أن يلعبا دورًا محوريًا، ليس فقط في حل المشكلات العربية وإنما بلورة امن عربي مشترك بما يمثلانه من عمق كما ان البعد الاقتصادي سيكون حاضرا من خلال وجود شركات مصرية للمساهمة في اعمار العراق، وكانت هناك زيارات لشخصيات مهمة الى العراق، آخرها زيارة وفد برلماني مصري في مؤتمر البرلمانات الإسلامية، ولابد من تكرار هذه الزيارات وتداولها.