×
محافظة مكة المكرمة

خادم الحرمين الشريفين يستقبل اليوم الرئيس الأفغاني لبحث القضايا المشتركة

صورة الخبر

الطمع والخوف هما الغريزتان الأساسيتان في المنظومة الغرائزية المشتركة مع الحيوانات والحشرات، ولذا طمع الكائن بالحصول على ما يشتهيه وإرادة تجنب ما يخافه وإن كان يصلح لتحفيز الحيوانات والأطفال الصغار والإنسان في المستوى العقلي والنفسي البدائي فهو ليس صالحا بصورته المطلقة، لأن الإنسان يمتاز على الحيوان بوجود منظومة محفزات عليا غير تلك الغرائزية المتمثلة في الخوف والطمع، وهي محور أدبيات الحكمة الربانية التي تعلم الإنسان أنه يجب أن يتصف بالمثالي الراقي النبيل من الأحوال والأفعال والأخلاق والسلوك حبا فيها وليس لأجل الثواب والعقاب لأنها تمثل طبيعته الروحية الأصلية، وهذا المفهوم بدأ الباحثون في العلوم الإنسانية يكتشفونه حديثا عبر دراسة تأثير التحفيز بالمطامع والمخاوف على الأداء العملي للإنسان في بيئة العمل، وزادت أهمية هذه الأبحاث مع التطور الحاصل في الانترنت حيث لاحظ الباحثون أن المواقع والبرامج المفتوحة التي يمكن للمتطوعين حول العالم التطوع لتحسينها بلا أي مقابل مادي ومعنوي كالسمعة والإشادة بهم لأنهم يبقون مجهولين اعتبرت أفضل من تلك التي يتم تحفيز موظفين بعاملي الخوف والطمع لتطويرها، واستدلوا بذلك على وجود منظومة أعلى في الإنسان من المنظومة الغرائزية التي يحركها الخوف والطمع وهي منظومة تحب القيام بالأمور المفيدة والنافعة والحسنة لذاتها بدون الخوف من عقوبة والطمع بمكافأة، وبدأت الدراسات تكتشف مساوئ التحفيز بالخوف والطمع فقط، حيث يصبح السلوك السائد هو السلوك الأناني المادي الذي يريد تجنب المخاوف والحصول على المكافأة بأقصر الطرق بسلوكيات التحايل والمخادعة و «الغاية تبرر الوسيلة» وبلا اعتبار للنوعية والكيفية. ومن ذلك من يفجر نفسه بالمدنيين لا يبالي بتحويل حياتهم وحياة ملايين المسلمين لجحيم فكل ما يبالي به نيل مطامع شهواته التي أغراه بها من حرضه وبأقصر وأسهل الطرق..الانتحار..