درجة برودة تحت الصفر للكتاب الرياضي في معرض الكتاب، لا تكاد أعداده تتجاوز نتيجة مباراة، ستردد: إن مثل هذه الجُملة مؤلمة، لا بأس، هي ليست الحقيقة الجديدة، ولا ما على المقال أن يفسره، ولكنه الحدث يُستثمر من باب أن يزيد حزنك، فيما أذهب إلى أن حتى الأصدقاء المرتبطين بالرياضة كتراكم جاء نتاجهم في المعرض يصب في الرواية، روايتان للعذب أحمد صادق دياب والعزيز د. تركي العواد، ومؤلف لعبدالكريم الفالح، توقفت طويلا لدى تجربة الزميلين دياب والعواد، كانت تعين على تفاصيل جميلة تسرد في الرياضة غير أن ذلك لم يحدث، قد يأتيان في معرض مقبل بمؤلف رياضي سأتبضعه دون شك، ولكن الحزن الذي قصدت أن كافة تلك الأرفف المهولة في المعرض وبكم أرقام ما تحتضن من مؤلفات يتبضعها الناس، خالية من الرياضة، لا أتحدث عن وجود جناح لرعاية الشباب بل عن مُؤلَف ومُؤلِف يغيبان عن قارئ يكاد أكثر ما يهتم كطبيعة مجتمع عربي بـالرياضة، قياساً بمدرج الكرة، وبالتيفو الذي يتكاثر بهذه السرعة وبجدليات وسفسطات من يملأون الفضاء بالثرثرة، إن الثرثرة ليست في مجملها سيئة ولها من ينصت، ولكني أقيس كمّ المتحدث بالذي لا يكتب ولا ينتج الكتاب، ولا يختار لهذا العشق الأبدي لديه ما يعمق فكرته ويشرعن استمرار رياضته بكيف ما يحفز متلقي، لاسيما وحكايات الرياضة أكثر، وأحداثها على مدار الساعة وبرامجها حفلة، والكثيرة من تلك التفاصيل التي تعين المؤلف على إلتقاط تفاصيل ما لحكاية تنشر، أو تسرد بعذوبة تبيع كتاب، ولو من لاعب اعتزل، وصحافي قصف عمره القسم الرياضي في الصحيفة أو كان يلتقط الحكايات ويسوق قصتها الخبرية ليبيع الصحيفة فيما لم يدرك كنتاج شخصي له، سوى أن زار معرض الكتاب وصرخ من فقر هذه الأرفف طويلة السيقان. من البغددة أن توقع للناس على كتاب، وأن لك معجبين، وأن تطريك مواقع التواصل الاجتماعي، وأن تتحدث عمن صمم الغلاف، وتقرأ للناس بعض الأسطر أو تعلقها على الحائط من تعبك الذي على مستند الورق، لكنها في الرياضة لا تثير حفيظة فلم يصل الكتاب، وكأن المكتبة الرياضية العربية مليئة بفكر الرياضة ذلك الذي ليس أزهار الشر، كأنها بدراسات مزدحمة، وسرد حكايات، وشِعر قيل في السيدة الفاتنة المستديرة بمختلف أحجامها، ولم تتلف أو يتلفها أحد تلك الكتب بعد، إن أغلب ما تستطيع أن تقتنيه في المعرض كافة الفكر إلا الرياضة، وهذا القصور/ الخلل/ يفتح الأعطال، على أصعدة منها محتوى المعرض، وغياب حركة التأليف لدى الرياضي، بل ومن يتبنون طباعة كتب لمؤلفين وتستهدف المعرض، الطبيعي أن تردد معك : لم ينجح أحد، ولم يصل الكتاب ولو من باب حكاية ما في شارع خلفي للكرة، هي ذاتها ما يوثق الأعطال، وما يقرأ أرقام مالية تؤثر الرياضة بها في اقتصاد ما ولم يدركها المؤلف، وذاتها الكثيرة من الضخ الذي يتثاءب بين المعرض والمعرض ونحزن وننشر المقال قد من باب أن نبكي على شيء ما أو نؤنب ويحدث. طرف آخر في المعادلة أن يتجه الرياضي للأدبي وألا يحدث العكس فيأتي روائي ليؤلف عن الرياضة ، فيما ينشغل أكثر بوضع الرواية والقصة القصيرة والسرد والحكاية وقس على بقية ما ينمط ليصبح في الرف ومنه الرياضة غير أن الأكثر لايرتكب الرياضة من باب التوقيع لزوار ما يأتون لمعرض .. ولو قست الأمر بالانتشار أزعم أن الرياضة بمواضيعها تبيع أكثر، وتبقى من يعالج ماذا أزمة نَص، مع ملاحظة أن تركيبة المجتمع العربي تبدأ بفلك من يشجع ماذا، ومن له حكايات مع كرة شراب، وملعب التراب، وسور النادي العظيم الذي عليه أول ولادة للكتابة، تلك التي شخبط شخابيط ، ما يعني ذاكرة مملوءة بالتفاصيل ومنها حنين ما يبقى في النفس ويصلح كنص. إنما أتمنى أن ينتشر المُؤَلف الرياضي أكثر وأن يتواجد ويتدافع كما يحدث في ملعب المباراة، وأن تكون نتيجته مرتفعة كمحتوى بين كافة فكر ما يوضع للناس على الرف، وأن يتعرض لذات النقد وحالات التفسير والتكبير والتصغير واللذة التي يتحدث عنها الناس من باب التبضع .. تلك العربات الفرحة لبوابات الخروج ككنز .. إلى اللقاء. مدير التحرير alialsharef222@yahoo.com