أجمع مثقفون وأعضاء مجلس شورى وكتاب على أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للمواطنين التي ألقاها ــ حفظه الله ــ في حضور مكونات الوطن واضحة الرؤية والمعالم والأهداف، لافتين إلى أن الملك سلمان صرح بوضوح بسياسة الدولة تجاه المواطنين محليا وتجاه القضايا العربية والإسلامية. وعد نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد بن أمين الجفري كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وثيقة وطنية راسمة خططا مستقبلية تؤمن الارتقاء بالمواطن السعودي وتؤصل شراكته في التنمية، مؤكدا على البعد الفكري للكلمة من خلال التصريح بموقف المملكة الرافض التطرف والعنف والإرهاب، والبعد الإنساني بما تحمله من مضامين التسامح والتعايش والتعاون مع البشرية جمعاء، والبعد الوطني في التركيز على خدمة المواطن في كل منطقة بتوازن تنموي يعزز مفهوم المواطنة ويحقق معادلة الحقوق والواجبات، إضافة إلى البعد القومي في التعامل مع قضايا العرب العادلة، والبعد الإسلامي بالعمل على الوحدة ونبذ الخلاف وكل ما من شأنه الفرقة بين المجتمع الواحد، مثمنا لخادم الحرمين الشريفين هذه الشمولية في الطرح مع إيجاز وافٍ في مبناه ومعناه. ويصف عضو مجلس الشورى الدكتور عازب آل مسبل كلمة الملك سلمان بالبالغة الرقي في شفافيتها ووضوح وصراحة مضامينها، لافتا إلى أن الملك سلمان وضع تأصيلا شرعيا ووطنيا وإنسانيا مستلهما مسار الدولة السعودية منذ تأسيسها على يد الملك الموحد وأولاده من بعده، ومؤكدا على أن من يتتبع سيرة ومسيرة حكامنا ودولتنا سيتيقن من أن القيادة السعودية تعمل وفق رؤية واضحة المعالم وصادقة الأهداف وسليمة النوايا وقويمة الوسائل في جميع الاتجاهات والقضايا في الداخل والخارج، مثمنا للملك سلمان طمأنته لشعبه أن المستقبل واعد، وأن الخدمات ستصل إليه في أرقى وأنقى حالاتها مع تفعيل الجانب الرقابي لتحقيق التنمية في الأطراف شأن المراكز دون تفضيل أو تمييز بين المناطق، مبديا سعادته بتركيز خادم الحرمين على مطالب تعزيز الوحدة الوطنية وإعطاء الوطن قدره ومستحقه من الوفاء والإخلاص، كون المواطنة الصادقة تقوم على حقوق وواجبات، مشيرا إلى أن مجلس الشورى بلجانه المتخصصة سيأخذ كلمة الملك برنامج عمل من خلال دراسات ما يرد إليه من تقارير وما يصدر عنه من قرارات، مؤملا أن يكون هذا شأن جميع الوزارات والقطاعات. ويصف عضو مجلس الشورى الأسبق الدكتور محمد آل زلفة كلمة خادم الحرمين بالجامعة والمتكاملة والواضحة الرؤية والأهداف، بارتكازها أولا على تعزيز الوحدة الوطنية وعدم إتاحة الفرصة لكائن من كان أن يزعزعها أو يتطاول عليها أو يحاول النيل منها، لافتا إلى ما تضمنته الكلمة من التزام الدولة تجاه المواطنين والمجتمع والعمل على التنمية في كل منطقة بتوازن ودون تحيز لمنطقة على حساب منطقة، مضيفا أن الملك سلمان يعلن انطلاقة عهد جديد يعمل على تعزيز قيم العدل والمساواة، مشيرا إلى أن الشعب السعودي يثمن للملك هذه الكلمة التي ظهر جليا فيها أن الإنسان السعودي حضر بقوة من خلال احترام كرامته ومواطنته، رجلا كان أم امرأة، لافتا إلى جدية الملك سلمان في اختصار الزمن لتحقيق التنمية والتطوير والتحديث دون إخلال بالثوابت، مؤكدا أن أبرز ملامح الكلمة يتجلى في شمولية كل القضايا المعتبرة محليا وإقليميا ودوليا، وشفافية الطرح الواضح في تحميل كل مسؤول مهام عمله وتبعات أمانة المسؤولية، بدءا من أمراء المناطق، وليس انتهاء بالوزراء والمديرين العامين. ويرى عضو مجلس الشورى الدكتور فائز الشهري أن الكلمة السامية هي عنوان المرحلة وملامح خارطة الطريق في التنمية والتحديث الإداري، مشيرا إلى أن كلمة خادم الحرمين الشريفين تضع المرتكزات الأساس للأداء الحكومي، وهي أيضا مرشد مهم للأجهزة والمؤسسات في مجال إطلاق القدرات وتسخير الإمكانات بما يكفل استدامة التنمية بالتوازي مع أهمية تفعيل برامج تنفيذية للتطوير والإصلاح الإداري، مضيفا أن الكلمة السامية بمضامينها الشاملة تؤسس لحقوق الوطن والمواطن في الصحة والتعليم والإسكان، لافتا إلى أنه من الكلمة الملكية نستشرف إرادة ملكية للتطوير تؤكد على أهمية دور مؤسسات الدولة في استشعار التحديات والتعامل معها، مع التركيز على أهمية الإعلام ودوره في تعزيز الوحدة الوطنية، داعيا إلى القراءة المتأملة للكلمة ومعانيها بما تمنحه للمجلسين الجديدين من أهمية وما توليه من دور في تسريع وتجديد آليات الأداء.