بنغازي، طرابلس أ ف ب قال ثوار سابقون إن مقاتلة في سلاح الجو تابعة لقوات اللواء المنشق عن الجيش الليبي خليفة حفتر، قصفت مساء أمس مقر كتيبة شهداء السابع عشر من فبراير الإسلامية في منطقة القوارشة بالمدخل الغربي لمدينة بنغازي، من دون أن تخلف ضحايا. وقال أحمد الجازوي المتحدث باسم غرفة ثوار ليبيا، إن «مقاتلة قصفت معسكر كتيبة شهداء السابع عشر من فبراير بصاروخين». وأضاف أن «القصف لم يخلف ضحايا في صفوف الثوار، فيما تعامل هؤلاء بالمضادات الأرضية معها حتى غادرت محيط المنطقة». ونقل شهود عيان أنهم شاهدوا مقاتلة تحلق في محيط المعسكر، ثم سمعوا دوي انفجارين هزا المنطقة. وغرفة ثوار ليبيا تضم عدداً من كتائب الثوار السابقين، على رأسها كتيبة شهداء 17 فبراير الإسلامية وقوات درع ليبيا. وكانت كتيبة أنصار الشريعة الإسلامية حاصرت مقر مديرية أمن بنغازي ليل الثلاثاء، لكن متحدثاً باسم قوات الصاعقة، وهي قوة نخبة في الجيش الليبي، أوضح أن هذه القوة تمكنت من فك الحصار. وكان حفتر شنَّ في 16 مايو حملة عسكرية أطلق عليها «الكرامة» ضد ما وصفها بالمجموعات الإسلامية «المتطرفة»، خصوصاً في بنغازي التي اعتبرها «إرهابية». وحظيت هذه الحملة بدعم عديد من الوحدات العسكرية والميليشيات، كما أيدها عدد كبير من الأهالي. من جهتها، أعلنت الحكومة الليبية المؤقتة في وقت مبكر أمس أن قوة معارضة لتولي رئيس الوزراء الجديد مهامه ومكلفة بحماية الفريق الحكومي المنتهية ولايته تعرَّضت لهجوم ليلاً ونددت بالمساس بسلطة الدولة. وقالت الحكومة في بيان إنها «تشجب وبأشد العبارات ما تعرَّضت له القوة التابعة لوزارة الداخلية المكلفة بتأمين مبنى رئاسة مجلس الوزراء من اعتداء من قِبل عناصر خارجة عن القانون». وجددت الحكومة «التأكيد على أن هذه القوة شرعية وتتبع إحدى مؤسسات الدولة وهي وزارة الداخلية». ومن جهتهم، قال شهود إن ميليشيا موالية للإسلاميين شنت هذا الهجوم على وحدة تابعة لوزارة الداخلية يتحدر عناصرها من الزنتان ويعارضون تولي رئيس الوزراء الجديد مهامه. وكان رئيس الوزراء الجديد أحمد معيتيق، تعرَّض لهجوم أيضاً في منزله ليل الإثنين. وأرغم المهاجمون هذه الوحدة على مغادرة المكان الذي تسلمت مسؤوليته قبل ساعات فقط من ذلك. وطلبت الحكومة المؤقتة الثلاثاء من هذه الوحدة تأمين وحماية مبنى رئيس الوزراء، كما جاء في بيان نُشر على موقع الحكومة الإلكتروني. ولم تفسر حكومة عبدالله الثني أسباب هذا القرار. ومن المفترض أن تسلم حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته عبدالله الثني، هذا الأسبوع، السلطة إلى أحمد معيتيق الذي نال الأحد ثقة المؤتمر الوطني العام وسط توترات حادة يؤججها صراع النفوذ بين رجال السياسة والميليشيات المسلحة. ووصل معيتيق، خامس وأصغر رئيس حكومة منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، والمدعوم من الإسلاميين، إلى الحكم، فيما تتعثر العملية الانتقالية وتنتشر الميليشيات المسلحة.