×
محافظة المدينة المنورة

الأمير فيصل بن سلمان يفتتح المرحلة الأولى لقرية «الفرسان» في العلا

صورة الخبر

تخيفك كثرة الكتب التي يهديها إليك أصدقاؤك ومحبوك. في هذا الأسبوع تحديدًا منهم من يهدي إليك كتبا من نوع: "كيف تصبح غنيا في أسبوع؟" ،"كيف تصبح رجل أعمال في ساعة؟". هم في الغالب أصدقاؤك؛ هي طريقتهم الساخرة في التشفي منك دون مراعاة للطبقة الاجتماعية التي لن تنتمي إلا إليها. الأهل بطبيعة الحال ينتقون الكتب التي تجعل منك ابنا صالحا... يستيقظ مبكرا... يقود سيارته مبتسما للمارة؛ دون أن يكون لذلك مبرر سوى التهذيب. أما أبناؤك فبحسب حالتك الصحية إن كنت بدينا فكُتب الرجيم... مدخنا فكُتب الإقلاع. زوجتك بالتأكيد لن تفوّت الفرصة دون أن تهدي إليك "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" لجون غراي. هذا سيجعلك تشعر بالإهانة أكثر. على أية حال عندما أفكر فيما قاله هولدن مولفيلد: "إن الكتب التي تثير اهتمامي بالفعل هي تلك التي عندما أنتهي منها أرغب في أن يكون المؤلف صديقا عزيزا لي وأستطيع أن أخابره بالتليفون". أدرك أن ذلك لن يحدث كثيرا مع هذه المؤلفات المملة. فكر كثيرا -ليس كثيرا جدا- في الكتب المنشورة في المعارض والمكتبات عندها ترى أن معظم المؤلفين والكتّاب لن يخرجوا عن الأصناف التالية: * مؤلف يجعلك تشعر بالإهانة مع أول صفحة تقرؤها ؛ فالمقدمة التي كتبها المؤلف.. تظهر أنه مفتون بنفسه وكأنه يقول : "أنت محظوظ لأنك ستقرأ كتابي .. محظوظ بهذه الفرصة التي قادتك إلي..عليك فقط أن تؤمن بكل ما سأقوله لك.. لا داعي للتفكير". * الكاتب الذي يسلك أصعب السبل بعد جهد مضنٍ وإخلاص ظاهر ليؤكد لك في النهاية ماتعرفه مسبقا. لا أنكر أني أشعر بالإشفاق من أجل هؤلاء فهم بالعادة طيبون مسالمون -أعني أنه ليس محببا أن يقال لهؤلاء إنهم سيئون-. * المؤلف الذي يريد أن يقول: "انظروا كم أنا حزينٌ مشرد"، لكن سيرته التي كتبها في الغلاف الخلفي لاتنبئ عن حزنه فهو بالكاد تقلد جميع المناصب ويملك شركات وأموالا كثيرة. * الكاتب الذي لا يمكن وصفه بالكاتب هو مجرد مقلد. مؤلفاته نسخ مشوهة من كتب سابقة. دوافعه للكتابة لم يعرفها بعد؛ لأنه لايعرف وحتى الآن ماذا يريد أن يقول. أما الكتاب الذي يطاردك بأسئلته.. -بلعناته ربما- الكتاب الذي يهزك بقوة.. يصرخ في وجهك:" استيقظ... إنه من الضروري أن تفعل ذلك" فنادرا ماتجده. عند ذلك يتحول المعرض إلى مكان جيد تذهب إليه حين لاتجد مكاناً جيداً تذهب إليه.