أكد خبيران لبنانيان أن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بنقل رغبة الرئيس هادي إلى قادة دول مجلس التعاون بعقد مؤتمر تحضره كافة الأطياف السياسية اليمنية الراغبة بالمحافظة على أمن واستقرار اليمن، تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي في الرياض يشكل فرصة تاريخية للشعب اليمني للخروج من النفق المظلم الذي أدخله فيه الانقلابيون ونافذة أمل في الحفاظ على وحدة اليمن وأمانه. الباحث السياسي الدكتور ألبير خوري قال لـ«عكاظ»: إن دعوة الأطراف اليمنية المؤمنة بوحدة واستقرار اليمن تحمل ثلاث دلالات، الأولى أن هذه الدعوة تؤكد أن الحل في اليمن لا يمكن إلا أن يكون عبر المحبين الحقيقيين لليمن وشرعيته وسيادته واستقراره والتي تمثلها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبالتالي هي رسالة لمن يهمه الأمر أن اليمن دولة عربية وشعبها شعب عربي والحل هو بيد اليمنيين أنفسهم وليس عبر أجندات إقليمية طائفية. وأضاف الدكتور خوري لـ«عكاظ»: الدلالة الثانية لهذه الدعوة هي وعبر النص الحرفي لتوصيف الأطراف المدعوة كما جاء في البيان فهي تقول لليمنيين أحزابا وقبائل ومجموعات: إن هذه اللحظة هي لحظة مفصلية وعلى الجميع أن يقرر أنه مع وحدة واستقرار وأمن اليمن وليس في معسكر انقلابيين وأجندتهم الفارسية، فيما الدلالة الثالثة تكمن في أن الدعوة هي بداية خارطة الطريق لإنهاء الأزمة اليمنية والحالة الانقلابية بداية النهاية لأن الكل عازم على إنهاء هذه الحالة الشاذة وما المؤتمر إلا لصياغة هذه النهاية لكي يرسل اليمنيون رسالة للجميع أنهم موحدون وليسوا مع الانقلابيين. وختم قائلا: إن مؤتمر الرياض فرصة تاريخية لليمنيين وعليهم عدم تضييعها لأن المسألة تتجاوز مصالح القبائل والأحزاب لأنها تهدد مصير الوطن وكينونته. من جهته، الباحث الأستاذ المحاضر في كلية الإعلام الدكتور أنطوان متى قال لـ«عكاظ»: إن التطورات التي شهدها اليمن في الفترة الأخيرة بداية من خروج الرئيس عبد ربه من صنعاء واستقراره في عدن ثم إعلانها عاصمة رسمية لليمن ومن بعد ذلك نجاح وزير الدفاع اليمني في الهروب من قبضة الحوثيين، بعد كل ذلك جاءت الدعوة إلى مؤتمر حوار في الرياض من قبل المملكة العربية السعودية ليتوج هذا المسار ويرسم أبرز القرارات المتوقع صدورها عنها. وقال: إن الأطراف اليمنية هي الآن أمام حالة تقول بأن اليمن لجميع أبنائه دولة موحدة مستقرة وآمنة ومتمثلة بالمؤسسات الشرعية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية وهي متواجدة في العاصمة عدن وترفض فكر الانقلابيين أصحاب الفكر الطائفي المقيت. وختم الدكتور متى قائلا: إن الأطراف اليمنية ليست بخيار الآن هي ملزمة بالتوحد وتجاوز كل الخلافات فإن ضاع الوطن فما نفع القبيلة وإن ضاعت الكرامة فما نفع المكتسبات الضيقة. اليمن الموحد الشرعي هو الضمانة للجميع هذا ما يجب أن يدركه اليمنيون وهذا ما يجب عليهم أن يلتزموا به في مؤتمر الرياض عندما تنطلق أعماله.