×
محافظة المنطقة الشرقية

«المواساة» ينظم محاضرة طبية عن التهاب القولون

صورة الخبر

لو طرحت أرامكو سؤالاً استطلاعياً على المواطنين يقول: هل تعتقد انه سيتم قريبا اكتشاف بديل للبترول فيستغني العالم عن بترولنا وبالتالي تقترح زيادة استخراجه قبل ان يبور؟ أو إنك تعتقد ان بترولنا سينضب قبل ان يستغني عنه العالم وبالتالي تقترح خفض استخراجه لإطالة عمره؟ ماذا تعتقدون ان يكون جواب الأغلبية؟ حسناً سنؤجّل جواب الأغلبية للمقالات القادمة وتعالوا الآن نعرف جوابي أنا الشخصي على هذا السؤال: لن أحاول أن أكون أرامكاويا أكثر من أرامكو فأدّعي أنني أعرف عن حقول بترولها أكثر مما تعرف أرامكو عن حقول بترولها. لكنني كمتخصص (مسؤول علميا عمّا أقوله) سأبدي رأيي كأي متخصّص في أي بلد آخر يحق له ابداء رأيه العلمي – في موضوع عام – مبنياً على استنتاجات علمية تنفع وحتما لا تضر لأنها ستكشف جوانب خافية دائما وأبدا في كل زمان ومكان يراها من يكون طليقا خارج محيط دائرة المسؤولية وتغيب عن ذهن – وأحيانا يُغيّبها – من يكون محصوراً داخل الدائرة. بإلقاء نظرة فاحصة على خارطة حقول البترول البريّة onshore في المملكة نجد أن حقل الغوَار العظيم هو حجر الزاوية (المحور) الذي تدور في دائرته جميع الحقول البريّة بلا استثناء (باستثناء حقل شيبة النّائي نسبيا في الربع الخالي). إليكم تفاصيل خارطة الحقول البرية كالتالي: أولا: مكوّنات الغوّار العظيم (فرزان، عين دار، شدقم، الحويّة، العثمانية، حرض) وثانيا: كواكب الغوّار العظيم (ابقيق، الدمام، القطيف، بري، الخرسانية، خريص، حرمليّة)، وثالثا: كويكبات الغوّار العظيم (مجموعات صغيرة متناثرة – أكبرها مجموعة الحوطة – تحيط بالغوّار من جميع جوانبه كما تحيط القطط حديثة الولادة بأمها للرضاعة من ثديها المعطاء). عندما نفحص حقول البترول البرية الكبيرة والمتوسطة حقلا، حقلا نجد أنها جميعها (ما عدا: شيبة، وخريص وتوابعه، وحوض الخرسانية، وربما حرض) تجاوزت أو على وشك أن تتجاوز ذروتها الانتاجية ولن تلبث طويلا حتى تبدأ (بعضها كابقيق بدأ فعلاً) الانخفاض القسري وستضطر أرامكو إذا ارادت الحفاظ على طاقتها الإنتاجية الحالية (حوالي 11.8 مليون برميل منذ منتصف السبعينيات) الى اللجوء لتطوير الحقول البحرية (كما لجأت الى منيفة لتعويض بعض أجزاء الغوّار) وهي أصعب وأكثر تكاليف وأقل جودة وأصغر حجما من حقول مملكة الغوّار العظيم. كذلك بإمكان ارامكو الإنتاج من الحقول الصغيرة (الكويكبات) ولكنها مقارنة بالغوّار لا تعدو ان تكون الا مستنقعات ضحلة متناثرة حول الغوّار العظيم، وشتّان بين ما تم استخراجه من الغوّار وابقيق والقطيف وبين المتبقي فيها أو في الحقول البحرية.  هكذا يتبيّن لنا أن جميع الحقول البرية المكتشفة دخلت مرحلة الانتاج ولم يتبق الا الكويكبات وهنا قد يسأل البعض وماذا عن الاكتشافات الجديدة؟  الجواب لم أسمع عنها (بُؤك وباب السما). أما الذين يعارضون قائلين كيف تمكنت ارامكو اذن من الاحتفاظ بالاحتياطي المؤكد ثابتا عند 260 مليار برميل فالجواب: هذا ليس موضوعنا الآن. الرسالة: المهمة الأولى التي يجب على أرامكو ان تضعها نصب عينيها هي المحافظة على ميزة انخفاض تكاليف الاستخراج فلا تغتر بأن لديها أكبر احتياطي في العالم فالعبرة ليست بضخامة الاحتياطي وانما العبرة بتكاليف وسهولة الاستخراج ففنزويلا لديها احتياطي (بشهادة أوبك) أكبر من احتياطي المملكة ولكن تكاليف استخراجه أضعاف تكاليف استخراج بترول المملكة وهذه الميزة (انخفاض التكاليف وسهولة الاستخراج) هي التي مكّنت المملكة ان تقوم بدور المنتج المرجّح (تزيد انتاجها عندما ينخفض انتاج الآخرين وتخفّضه عندما يزيد انتاج الآخرين). ناقشنا اليوم جانب العرض لبترول المملكة وفي زاوية الأحد القادم – إن شاء الله – سنناقش جانب الطلب على بترول المملكة.