×
محافظة الرياض

الدرعية: القرية الصغيرة التي شهدت المبايعة التاريخية وأصبحت مركزاً حضارياً وإشعاعاً معرفياً

صورة الخبر

عزيزي المؤلف/ عزيزتي المؤلفة! ونحن نعيش أجواء معرض الرياض الدولي للكتاب 1436هـ، يسرني أن أضع بين يديك مجموعة من النصائح المجربة، والتي تساعدك في الانتشار، وتهافت (هن) على توقيعك. اختر عنوانًا صادمًا حتى ولو كان يتميز بقلة الحياء! تعاقد مع مجموعة من مغردي تويتر، واستعن بمن قدرت عليهم من محرري الصحف؛ ليكتبوا عن كتابك الفذ، الذي يلقى إقبالا منقطع النظير، ومن المتوقع أن يغير وجه التاريخ!! اجعل كتابك في أحد فنون الطبخ، فإن لم تستطع فعليك المتاجرة بإحدى قضايانا الوطنية، وإليك بعض العناوين المقترحة (الصراعات الفكرية في السعودية) (حجاب المرأة السعودية) (من طلّق المرأة في السعودية؟!) (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودورها في الكوارث الطبيعية على مستوى العالم) مع ضرورة إضافة البهارات اللازمة. بما أن زبائنك يتوجهون إلى دور النشر اللبنانية مغمضي العينين، فتوجه أنت إليها مغمضا العينين أيضاً، وادفع لهم ما تملكه وما لا تملكه؛ ليتكرموا بالموافقة على طبع كتابك، والأهم من ذلك عليك أن توافق على جميع شروطهم وتعديلاتهم وإضافاتهم، حتى ولو غيّروا الكتاب بأكمله ولم يبقوا إلا اسمك، ولا مانع بعد أن ينتشر كتابك أن تعلن توبتك وتراجعك، وتقول: لقد تلاعب بي أعداء الوطن، وقوّلوني ما لم أقل! إن لم تستطع الهجرة فعليك أن تؤسس دار نشر خاصة بك؛ لتطبع كتبك، وكتب معارفك، واجعل نهاية اسمها (الفكرية)، هذه ضرورة! (اعمل حفلة توقيع عليها القيمة)، ومن شروط هذه الحفلة: دعوة من تستطيع من الجماعة ومعارفهم وشلة الاستراحة، ثوب وغترة من البصمة الأخيرة، قلم غير (أبو ريالين) الذي تستعمله، نظرات حالمة وتوزيع للابتسامات أثناء التوقيع فهذه طريقة المثقفين والمثقفات. غلّف كتابك بغلاف بلاستيكي، وثق أنه لن يرد مهما كان مستواه فكثيراً ممن يشتري لن يزيل الغلاف البلاستيكي، الأهم أن يكون العنوان مثيراً والرسوم مؤثرة، أما الداخل فلا مشكلة حتى ولو كان فارغاً. عزيزي المبدع! هذه مجموعة من النصائح الواقعية، أكتبها وأنا آسف لفهم بعض مبدعينا المعكوس للنجاح والإبداع، كما آسف لضياع هذه الطاقات والقدرات في مناكفات تفرّق ولا تجمع، فلو أراد أحد أن ينال من بلادنا وعقيدتنا لم يجد أفضل مما يكتبه بعض مثقفينا. أما أنت عزيزي القارئ فأرجو ألا تكون مجرد سلم لكل طالب شهرة، واعرف كيف تنتقي كتابك، ولمن تدفع!