هناك نظرية إعلامية منذ أيام (هتلر) تقول: إذا نفى الخبر مصدرٌ مسؤول فتأكد أنه صحيح! وما أكثر الأمثلة؛ لا سيما في السياسة، لأن الأصل فيها الكذب، ولا يفل الكذب إلا الأكذب منه! والدليل لحن الزميل/ فيلمون وهبي الشهير: (حلوي وكدابي... يا أغلى أحبابي... والأكدب منك... حضرة جنابي)! وفي الأسبوع الماضي نشرت صحيفةٌ محلية رسمية محترمة، تقريراً متعوباً عليه، يفيد بارتفاع نسبة الإدمان بين الزملاء المعلمين في المدارس اسم الله علينا! وأفاد التقرير المنسوب إلى (مصدر مسؤول) في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، بأن التعامل مع هذه المشكلة يتم بنقل المعلم المبتلى، إلى المستشفى المبتلى برضو، بمنتهى السرية! وأنه لم يصدر من المنقولين مقاومة عنيفة إلا مرتين في عامٍ كامل! وهذا التقرير سيكون صادماً لكل سعودي، إلا المبتلى (بجد هالمرة) بالعمل في مجال التعليم! فلو سألت أي موظف في قسم (قضايا المعلمين) و(المتابعة) لأجابك بأن (ما خفي كان أعظم)! وأن عليك أن تتنقّب بكمّامة حديثة، من تلك المخزّنة في المستودعات من أيام (تحرير الكويت)؛ لتقوم بدراسةٍ إحصائيةٍ دقيقة تستند على الملفات السرية! وبالمناسبة فهناك نظامان لحفظ الملفات، فيما كان يعرف بكواكب (الترعية والتبليم): المعاملات السرية، وتحفظ في كراتين برتقال (أبو سُرَّة)! والمعاملات (الدّاجَّة) وتحفظ في كراتين البيض، قبل تفقيسه في مجلس الشورى! وكان يمكن أن يمر التقرير بهدوء، كأي مصيبة تبدأ سعوديةً (دبُّيَّةً) وتنتهي لبنانيةً (سيمباتيك)، بعملية (تكميم) بسيطة! لولا أن نفاه (مصدرٌ مسؤولٌ) في اللجمة... عفواً: اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، نفياً قاطعاً، يؤكد أنه رآه يتسكع في الشوارع (عارياً) من الصحة، وبيده (ملعقة)! في الإعلام المحترف هنااااك بعييييد، يطير رأس رئيس التحرير (اسم الله عليك ياللي في بالي)؛ إنقاذاً لسمعة الصحيفة ومصداقيتها! ولكن إن استخدمت الصحيفة حقها المهني في تكذيب هذا التكذيب السافر، ونشرت (مضطرَّةً) ما استندت عليه من إثباتات؛ فسيطير رأس المصدر المسؤول كائناً من كان! أما في الإعلام الهاوي (فيذا)؛ فلا الحمام يطير، حسب الروائي العالمي (المتصدر)/ يوسف المحيميد، ولا الأرض تدور، حسب جهابذة المفكرين بلا رأس، من (أهل الخطاب)!!!\ نقلا عن مكة