يما رصدت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) مواصلة كثير من الأجهزة الحكومية مخالفة ضوابط نشر إعلانات «التعازي والتهاني» للمسؤولين من موازنة كل جهاز منذ صدور الضوابط من ثمانية أعوام أخيراً العام الماضي، وجّهت جهات عليا أخيراً، الأجهزة الرقابية في الدولة بمراقبة تقيد الأجهزة الحكومية بضوابط نشر الجهات الحكومية للتهاني والتعازي في الصحف والمجلات لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الجهات المخالفة لمقتضى الأمر الملكي الصادر في عام 1428هـ، الذي أقرّ ضوابط الحد من ظاهرة النشر في الصحف والمجلات للتعازي والتهاني. وأوضحت «نزاهة» عبر تعميم (حصلت «الحياة» على نسخة منه) صدر في مطلع العام الماضي، أن عدم التزام الأجهزة الرسمية لإعلانات التعازي والتهاني للمسؤولين وبعض الأشخاص بصورة مخالفة لضوابط النشر يأتي من خلال نشر إعلانات للتعازي في وفاة بعض الأشخاص والتهاني لبعض المسؤولين عند التعيين، أو الترحيب بزيارتهم التفقدية للمناطق والمحافظات والمشاريع والخدمات بها التي تدخل في نطاق عملهم، كما تتضمن ثناء مبالغاً فيه بمناسبة التعيين، أو بمناسبة قيام المسؤول بزيارة المشاريع والخدمات مما يدخل في واجباته. وأشارت إلى أن ثمن تلك الإعلانات يُدفع من الموازنة المخصصة للجهاز المعلِن، ويأتي ذلك من خلال متابعة نزاهة لتنفيذ الأمر السامي بشأن (ضوابط نشر التعازي والتهاني في الصحف والمجلات)، مبينة أن الإعلانات بهذا الشكل المتجاوز للضوابط، ربما تؤثر في قرارات المسؤولين أو تؤدي إلى التباين في نظرتهم إلى حاجات المحافظات، مشددة على ضرورة تقيد الجهات الحكومية والالتزام بالضوابط. وتتمثل تلك الضوابط في التعميم على الجهات الحكومية بعدم استخدام هذا النمط المبالغ فيه من الإعلانات، لاسيما وأن زيارات المسؤولين تأتي في إطار ما هو مناط بهم من مسؤوليات، مع التأكيد على منسوبي تلك الجهات بعدم الطلب من الشركات والمؤسسات أن تقوم بهذه الإعلانات، وكذلك عدم تكليف المواطنين بأية إعلانات يترتب عليها أعباء مالية. وتشمل الضوابط التأكيد على الصحف والمجلات بأنه ينبغي عليها عند تلقيها إعلانات خاصة التأكد من صحة لقب المعلن الذي يذكر أنه شيخ قبيلة أو شيخ شمل أو عميد أسرة، وذلك من طريق إمارات المناطق والمحافظات، مع مراعاة عدم المبالغة في مضمون الإعلان، خصوصاً ما يتعلق بالتعازي والتهاني والترحيب، وألا يكون في الإعلان ما يخل بالجوانب العقدية أو يمس أمن الوطن ووحدته بأية صورة كانت. كما حددت الضوابط الاقتصار في إعلانات التهاني والترحيب على صورة الملك وولي العهد والأمراء الذين يشغلون وظائف بمرتبة وزير أو المرتبة الممتازة، وعدم إقحام أية صور أخرى سواء لمسؤولين أو معلنين. يذكر أن هذه الضوابط وضعتها لجنة مشكّلة من وزارات الداخلية، الثقافة والإعلام، والمالية، لدراسة إمكان منع ظاهرة النشر في الصحف والمجلات بشكل لافت للتعازي في وفاة بعض الأشخاص والتهاني لبعض المسؤولين والترحيب بزياراتهم التفقدية لمناطق المملكة. وأكدت اللجنة من خلال الضوابط الموضوعة، صعوبة منع الصحف والمجلات من نشر هذا النمط من الإعلانات التجارية في ظل إيقاف الدعم المالي الذي كانت الدولة تقدمه لها، وكذلك إيقاف تسهيلات نقل هذه الصحف والمجلات من خلال الخطوط السعودية في إطار توجه الدولة إلى إيقاف الإعلانات المادية بصفة عامة مع حاجة هذه المؤسسات إلى الإعلان كمصدر مالي مهم في تغطية نفقاتها وحاجات استمرار عملها، وتحقيق الكسب المادي باعتبارها مؤسسات تهدف إلى الربح في أساس تكوينها. وأشارت إلى أنه في ضوء تعذر منع الصحف والمجلات من نشر هذه الإعلانات فإن ما يمكن القيام به لتلافي سلبيات نشر تلك الإعلانات بالشكل اللافت للنظر والمبالغ فيه أحياناً بناء على رغبات المعلنين، وهو وضع عدد من الضوابط التي ينبغي مراعاتها من الصحف والمجلات والتي تؤمل أن تسهم في الحد من السلبيات.