×
محافظة المنطقة الشرقية

511 حالة وفاة جنائية استقبلها الطب الشرعي بالمملكة في عام 1435هـ

صورة الخبر

تفوقت «عين الزرقاء» على الكثير من خطوط إنتاج تحلية المياه المالحة الحديثة، من خلال توفيرها كميات وافرة من الماء لمنطقة المدينة المنورة منذ نحو 1400 عام، إذ تعتبر المصدر الأساسي للماء منذ عهد الصحابي معاوية بن أبي سفيان، وحتى عهد قريب. وأوضح المؤرخ والباحث في تاريخ منطقة المدينة المنورة الدكتور تنيضب الفائدي لـ «الحياة» أن عين الزرقاء تعتبر المصدر الأساسي للماء داخل المدينة المنورة منذ عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وحتى عهد قريب، إذ أجرى مروان بن الحكم (أمير المدينة المنورة في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه) الماء من مجموعة آبار في قباء، التي تبعد عن المدينة آنذاك نحو ثلاثة أكيال، وذلك ضمن قنوات داخل الأرض من آبار غرب مسجد قباء، لافتاً إلى أن من تلك الآبار بئر أريس، وبئر عذق، وجعل لها مناهل عدة داخل المدينة ينزل عليها بدرج. وقال الفائدي إن ماء عين الزرقاء ينساب بانخفاض متدرج من قباء، حتى آخر عين من العيون وهذا يتطلب جهداً ومهارة، منوهاً إلى أنه أطلق عليها اسم «عين الزرقاء» نسبة إلى أمير المدينة مروان بن الحكم لوجود زرقة في عينيه. وبيّن الفائدي أن كثيراً من المؤرخين والرحالة ذكروا العين في مؤلفاتهم، إذ كتب ابن بطوطة في رحلته الشهيرة المسماة «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار» عن أحد مناهلها، لافتاً إلى وجودها في كتاب دائرة المعارف في القرن العشرين أو الرابع عشر، إذ ورد فيه: «وفي قباء بئر يسمونها بئر الخاتم وهي (بئر أريس) التي وقع فيها خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو خليفة، وكانوا حتى ذلك الوقت يختمون به على مكاتباتهم، وكان نقشه (محمد رسول الله)، وماء المدينة الذي عليه مدار سقياها من العين الزرقاء التي توجد غرب مسجد قباء، وماؤها عذب لذيذ». تخوف بين الأهالي من استمرار «الأزمة» < لا ينفك سكان المدينة المنورة من أزمات المياه التي تدهم منازلهم بين الفينة والأخرى منذ أكثر من 3 أعوام، ما تسبب في شيوع امتعاض شديد بين أهالي المنطقة، وخوف دائم من تكرار الأزمة في أوقات الصيف أو شهر رمضان، مطالبين بإيجاد حلول لمشكلات المياه في منطقتهم بشكل نهائي. وأوضح محمد الحربي أحد سكان الحرة الغربية، أن انقطاع المياه أصبح أمراً تقليدياً في الحي الذي يقطنه، لكنه أكثر تفهماً للجهود المبذولة التي تنفذها الجهات المسؤولة عن خدمة إيصال المياه، وتعايشاً مع الانقطاع المتكرر. ويقول أحد سكان أحياء السيح حسن الأحمد: «المياه انقطعت عن منزلي منذ نحو شهرين، وربما تصلنا خلال يومي السبت والأحد لكن عملية ضخها ضعيفة بشكل كبير». ولا يختلف الأمر مع عبدالله السلمي، الذي أكد أن أزمة المياه في بعض أحياء المدينة أصبحت عرفاً لديهم، منتظراً تدخلاً صارماً لحل المشكلة بشكل نهائي. ويفيد محمد عسيري بأنه عمل جاهداً خلال الفترة الماضية للحصول على صهريج مياه، إذ توجه إلى أحد الأشياب منذ ساعات الفجر الأولى، ففوجئ بالزحام الشديد فيه، مشيراً إلى وجود سوق سوداء خارج الأشياب، يهيمن عليها ملاك الصهاريج الخاصة.