سبق لك وتذكرت يوما فجأة شخصا معينا لم تره منذ فتره طويلة ثم مالبثت أن التقيت به في اليوم التالي!. سبق أن شعرت بإحساس داخلي أن أمرا ما قد يحدث وتناسيت شعورك ثم ما لبث هذا الأمر أن حدث!، أليس كذلك ؟؟. هذا ما يطلق عليه العلماء والباحثون اسم «التخاطر»، وهو انتقال أفكار وصور عقلية بين الكائنات الحية من دون الاستعانة بالحواس الخمس أو باختصار نقل الأفكار من عقل إلى آخر بدون وسيط مادي. ولقد تمكن العلماء من تصوير انتقال الموجات الكهرومغناطيسية التي تنقل الأفكار من خلال مهارة التخاطر.. ويسجل علماء «الأنثروبيولوجي» أن هناك مجتمعات بدائية مثل قبائل الأبوريجينـز سكان أستراليا الأصليين، يعتبرون التخاطر موهبة أو ملكة بشرية طبيعية تنتشر بينهم دون استغراب أو مناقشة. المحبون هم أكثر قدرة على التخاطر خاصة بأن أرواحهم تآلفت كما يقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم «الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» .. إذن عند تآلف الأرواح تكبر الفرصة بوجود التخاطر.. ومن هؤلاء المحبين أفراد العائلة الواحدة، الأصدقاء الحميمون ، إحساس الأم عندما يكون أطفالها في ورطة.. ومن أمثلة التخاطر ما نراه من الصلة الروحية بين التوائم حيث يصابون معا بالمرض حتى ولو كانت المسافة شاسعة بينهما ولا يدري أحدهما بمرض الآخر ويصل التخاطر بين التوائم حيث يستطيـع أحدهم أن يجعل توأمه يتصل به هاتفيا عندما يريد، وذلك حدث بالفعل. يلاحظ أن التخاطر يظهـر غالبا في حالات الطوارئ وحين يكون المرء في أمس الحاجة إليه، إذ تكثر حالات التخاطر في أوقات الأزمات، فمثلا إذا تعرض صديق إلى حادث فإن ذلك قد يصِل إلى المعنِي له على شكلِ رؤية أو صورة ذِهنية أو تعكّرٍ في المزاج، ولا يحدث هذا في أفراد البشر فقط بل حتى في الحيوانات الأليفة التي تعيش معهم. السؤال هنا هل استفدنا من توظيف تلك العملية كمرصد طبيعي نستمد منه التوقعات بالظواهر الطبيعية ؟، فقد أجرى العلماء تجارب عديدة على حيوانات مختلفة للتنبؤ بالزلازل والفيضانات والكوارث التي تصيب الأرض فوجدوا أن الأسماك والأبقار والكلاب والقطط تستشعر بالزلازل قبل وقوعها بعدة ساعات.. كما أن الكلاب ومن خلال معايشة عملية تبين بأن لها القدرة على معرفة الأخطار التي تحدق بأصحابها وكم من مرة أنقذت أصحابها من مواقف صعبة للغاية قد تؤدي بالأشخاص إلى الموت المحقق.. ومن الأفعال التي تقوم بها الحيوانات مثلا قبل الزلازل وجد أن الأسماك تقفز من المياه، القطط تغادر البيوت إلى العراء، الأرانب تضرب رؤوسها فيما حولها. وأنت وأنا يمكننا الاستفادة من التخاطر في حياتنا، ولكن لابد أن نفكر بشكل إيجابي وأن ننظر للحياة بشكل أفضل فكلما كان هناك آمال وطموحات ستثمر حتما بنجاحات في حياتك بشكل أكبر، حيث إن معظم ما يحدث للإنسان يكون انعكاسا لطريقة تفكيره في الأمور واعتقاداته الخاصة بالأمور التي يرجو تحقيقها.. جميعنا يسير في دائرة من الاعتقادات ثم الأفكار ثم أفعال لتصل إلى نتيجة، فالاعتقادات مسؤولة عن تحديد الأفكار الخاصة بأمر ما ويتم وضعها وفق اعتقاد معين، وتبدأ بعدها في تحديد أفكارك ومن ثم تبدأ عملية اتخاذك فعل تجاه تلك الأفكار والمعتقدات، وهذا الفعل الذي يسبب النتائج الخاصة بالاعتقاد المسبق.. تأتي في النهاية النتيجة وهي انعكاس للأفعال التي قمت بها فتحديد فعلك المبني على معتقداتك وأفكارك سيثمر نتائج «إيجابية أم سلبية» حسب ما بداخلك، ومن هذا المبدأ نطلق دعوة للتفاؤل والتفكير الإيجابي لكي نجد ثمرة ذلك في حياتنا..