تشهد المملكة خلال هذه الفترة متغيرات جوية بشكل متسارع حتى منتصف شهر أبريل المقبل -بإذن الله-، حيث تشتد العواصف الترابية دون توقف، مع احتمال هطول بعض الأمطار الخفيفة، مع تحرك الموجات الغبارية بتأثير المنخفض الجوي في الصحراء الكبرى الذي يدفع برياح الخماسين، والذي يؤدي إلى تجدد حالات من عدم الاستقرار والاضطرابات الجوية، واندفاع كتل هوائية باردة من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى أجزاء واسعة من مناطق المملكة، فيما لا تستقر درجات الحرارة في بداية فصل الربيع، بسبب المرور بفترة التمازج بين الفصول خلال النقلة التي تتسم بالعنف في مقدم الربيع، بخلاف سلاسة دخول فصلي الشتاء والصيف، إضافة إلى عدم استقرار الرياح على جهة واحدة حتى انتهاء منزلة (سعد السعود) في 20 من مارس الجاري حسب التقويم الفلكي، وطبقا لخبراء الطقس فإن شهر مارس معتاد بتقلبات جوية مفاجئة، ومتوافق مع خصائص وطبيعة الطقس المتغير باستمرار خلال فصل الربيع. وأشار متابعو الأحوال الجوية إلى احتمال توغل كتلة هوائية باردة في أجواء المملكة اليوم الخميس -بمشيئة الله-، مصحوبة بنشاط الرياح الشمالية الغربية المثيرة للأتربة والغبار وأيضا رياح شمالية وشمالية شرقية، ويتوقع أن تؤدي إلى انخفاض في مدى الرؤية الأفقية، خاصة على الطرقات السريعة والأماكن المكشوفة بسبب الأتربة المثارة، وتساعد سرعة الرياح في تراجع ملموس على درجات الحرارة في معظم المناطق، وتتحول الأجواء لتصبح مغبرة تدريجيا أثناء النهار وسماء صافية مع ظهور السحب الخفيفة العالية في أجزاء محدودة، كما تتأثر مناطق المملكة خلال هذه الأيام بموجات متتابعة من الاضطرابات الجوية، وذلك بسبب تدفق الكتل الهوائية المتوسطية الباردة والتي تضاعف قوتها خلال منتصف شهر مارس الجاري وسط توقعات باستمرار الغبار بكثافة، ويُصاحب نفس الفترة تشكل السحب الرعدية الممطرة -بمشيئة الله-، فيما يتسبب ارتفاع درجات الحرارة السطحية في انخفاض الضغط الجوي، ما يرفع من احتمالية الاضطرابات الجوية القادمة. وفي غضون ذلك، يتغير طقس المنطقة الشرقية بمنزلة (سعد السعود) الثالثة والأخيرة في نوء العقارب، والأولى بفصل الربيع، حيث ترتفع الحرارة مطلع الأسبوع المقبل (الأحد 8 مارس)، وتبلغ المتوسط المعتاد في هذه الفترة بـ 25 درجة نهارا و12 مئوية ليلا في حاضرة الدمام، ويحتضن موسمها بين جنباته ثلاثة نجوم تظهر في شكل مثلث مقلوب رأسه إلى أسفل، ولمعانها خافت من القدر الثالث، وتعرف بـ (عقرب الدسم)، وتكون الأجواء السائدة خلالها الاعتدال الذي يميل إلى الحرارة، ولا تخلو أيامها من هجمات برد مباغتة ولاسعة حتى نهايتها في 20 مارس الجاري، الذي يتزامن مع الاعتدال الربيعي الذي يتساوى فيه الليل والنهار، وفي هذه المنزلة تنشط العواصف ويظهر العشب وتخضر الأرض ويورق فيه الشجر، وتنمو ازهار أشجار الورد وينضج ثمر التوت في واحة الاحساء، ويكثر طلع النخيل، ويعد موسما لبداية هجرة الإوز الربيعي وطير الكرك الصغير.