اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان الموقف السعودي من القضية الفلسطينية، والذي استمع إليه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ثابت ولم يتغير ولن يتبدل، وما تقوم به المملكة تجاه القضية سيبقى كما كان وربما يكون اكثر واكثر. وقال عباس في خطاب له في افتتاح اعمال المجلس المركزي الفلسطيني في دورته السابعة والعشرين، في رام الله أمس الاربعاء ان المبادرة العربية للسلام اوجدت حلا سهلا وبسيطا، وكافيا للقضية الفلسطينية، فاذا انسحبت اسرائيل من الاراضي العربية والفلسطينية المحتلة فإن 57 دولة اسلامية ستعترف بدولة اسرائيل. نرفض قطعياً اللجوء إلى العنف ومستعدون للعودة إلى المفاوضات واضاف عباس: «لو ارادت اسرائيل السلام كانت فعلت اكثر ولاخذنا حقنا ولاصبحت اسرائيل تعيش في محيط من السلام وليس في جزيرة معزولة. الكرة الان في ملعب اسرائيل وعلى العالم ان يدفع اسرائيل كي تصحو من غفوتها». وجدد عباس رفضه القاطع للجوء لاي شكلٍ من أشكال العنف في مواجهة الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة، مؤكدا ان المقاومة الشعبية السلمية في الداخل وفي كل مكان من العالم هو الاسلوب المقبول الوحيد للتعبير عن الرأي وأضاف «رفضنا مثل هذه الممارسات.. ولا قبل لنا بمواجهة قوة اسرائيل». المبادرة العربية أوجدت حلاً سهلاً وبسيطاً وكافياً للقضية الفلسطينية وافتتح المجلس المركزي اعماله المقرر ان تستمر لمدة يومين بحضور 80 عضوا، فيما منعت سلطات الاحتلال 17 شخصية من قطاع غزة بينهم اربعة من قيادات الجبهة الشعبية، من الوصول الى رام الله. واكد عباس في كلمته الاستعداد للعودة الى المفاوضات السلمية مع اسرائيل بشرط وقف الاستيطان واطلاق سراح الاسرى. وقال: اسرائيل الان تخرق كافة الاتفاقات الموقعة منذ التسعينيات، حيث تحتجز اموال الضرائب وهذا خرق لاتفاق باريس، كما ان جيشها ينتهك منذ العام 2002 مناطق «أ»، وينفذ مناورات واسعة، ما جعل السلطة بلا سلطة. واضاف: هناك من يقترح التوجه لمجلس الامن مجددا لكن لماذا وهناك ينتظرنا الفيتو او قرارات لا تعجبنا، وهناك من يقترح مؤتمرا دوليا، وانا اتفق لكن ما الذي يخرج به سوى قرارات على الورق، تظاهرة سياسية لا اكثر.. نحن الان في مرحلة تاريخية. ماذا نعمل؟ واضاف: «ايجب النظر في وظائف السلطة. اين افق السلام؟ المجلس المركزي هو اعلى سلطة، هو ابو السلطة وعلينا ان نبحث ما الذي يتعين فعله كي تستعيد السلطة سلطتها ودورها. وحتى يكون الالتزام من الطرفين وليس من جانب واحد فحسب. وقارن عباس بين «الدولة اليهودية التي تدعو اسرائيل للاعتراف بها والدولة الاسلامية في العراق والشام» وقال: داعش هنا وداعش هناك. داعش يقولون ان ما نفعله هو الهام من الله، وبعضهم يقول «نحن هنا بالهام من الله» – في اشارة الى رئيس الحكومة الاسرائيلية وخطابه امام الكونغرس، دون ذكره بالاسم. وجدد عباس رفضه للاعتراف بالدولة اليهودية، ورفضه لاسلمة النضال في الشرق الاوسط، وكذلك رفضه لدولة ذات حدود مؤقتة، ومشروع غيورا ايلاند الذي يدعو الى اقامة دولة فلسطينية في غزة، والهدنة لمدة 15 عاما مع طريق الى القدس، لان ذلك يعني انهاء القضية القومية. وفيما يتعلق بالانتخابات الاسرائيلية المقررة في 17 اذار/ مارس الجاري، قال عباس: ان لا شان لنا به ولا نتدخل فيه، ولا علاقة لنا بمن ياتي ومن لا ياتي، ومن ينتخبه الشعب الاسرائيلي مهما كانت سياسته، نتعامل معه ونتفاوض معه ونعتبره شريكا.. وليتهم يتعاملون معنا بمثل هذه السياسة ويتوقفون عن التصريح بان فلان منا يصلح وفلان لا يصلح». وعبر في الوقت ذاته عن دعمه وتاييده لتوحد الاشقاء في اراضي 48 ضمن القائمة المشتركة لخوض الانتخابات الاسرائيلية، كي يدافعوا عن حقوقهم ويرفعوا شعار السلام كما فعل حزب الجبهة الديمقراطية «ركاح» برفعه شعار السلام لاخوتهم القابعين تحت الاحتلال والمساواة في الحقوق داخل المجتمع الاسرائيلي. وتطرق عباس الى الممارسات الاسرائيلية العنصرية والتخريبية لا سيما في القدس لدفع الالاف من ابنائها للخروج ومحاصرتهم يساعدهم في ذلك اصحاب الفتاوى مثل القرضاوي الذي يحرم زيارة القدس، وهناك من يقول انه تطبيع. وانا اقول هذه زيارة للسجين وليس للسجان ولم يرد لا في القران ولا السنة ولا التاريخ ما يحرم زيارة القدس. وقال: يجب ان تعطى القدس التفاتا وانتباها.. لا نريد القدس حجارة، القدس اماكن مقدسة ومؤمنون صامدون فيها كي تبقى العاصمة الابدية للشعب الفلسطيني. وفيما يتعلق بالحرب الاخيرة على غزة وتداعياتها وموضوع اعادة الاعمار قال عباس ان النرويج بادرت الى عقد مؤتمر خاص في القاهرة وتم الاتفاق على آلية لادخال المواد، لكنهم –أي حماس- تراجعوا عن ذلك، واقول اتركوا الحكومة المسؤولة على الحدود تمارس عملها لان الخاسر هو المواطن الموجود بلا مأوى حتى اللحظة.وشدد عباس على الحاجة لاجراء انتخابات تشريعية ورئاسية فلسطينية، مؤكدا انه هو نفسه (الرئيس) والمجلس التشريعي لم يعطوا تفويضا لهذه السنوات الطويلة. وتحدى حركة حماس بان يعلنوا موافقتهم ويقدموا موافقة خطية لرئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر، وهو سيسارع الى اصدار مرسوم باجرائها فورا. واثنى على موقف حكومة السويد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وكذلك على مواقف العديد من البرلمانات الاوروبية، مشيرا الى ان العديد من الدول الاوروبية تنبهت الى خطورة الاستيطان على عملية السلام ورؤية الدولتين، وبادرت الى مقاطعة منتجات المستوطنات. وتطرق عباس الى ما يجري في الوطن العربي. وقال ان ما يسمى الربيع العربي هو الشرق الاوسط الجديد، مشيرا الى الحرب الطائفية هي اسوا واحقر انواع الحروب. وقال: منذ البداية اعلنا موقفنا اننا لا نتدخل في شؤون الدول الاخرى رغم ان هناك فلسطينيين دخلوا المعادلة، مؤكدا ان الحل السياسي هو الامثل للوصول الى حلول لهذه الازمات، خاصة في الموضوع السوري حيث اقترحنا موضوع جنيف 1 وجنيف 2 وكذلك مؤتمر موسكو.