كشف الدكتور حسين القحطاني عضو هيئة التدريس بأكاديمية الأمير نايف للأمن الوطني (حسب جريدة الرياض بتاريخ 26 فبراير) عن وجود أكثر من 6 آلاف حساب إلكتروني تستهدف المملكة وتحاول زرع الإحباط لدى المغردين السعوديين، تدعمها 4 آلاف حساب أخرى متخصصة في إعادة تغريد التغريدات التي تبثها تلك الحسابات المشبوهة. وأكد على أن الإرهاب وليد التطرف، والمحبطون يشكلون غالبية الأتباع؛ مبيناً أن الإحباط يكفي لتوليد خصائص التطرف أو الإرهاب. أتفق جزئياً مع كلام كهذا وهو ما تمت مناقشته في برنامج الأسبوع في ساعة على قناة روتانا خليجية يوم السبت 28 فبراير 2015م في برنامج الأسبوع في ساعة وكان كاتب هذه السطور أحد ضيوف تلك الحلقة. قلت أتفق جزئياً لأنني لا أتفق كُليّاً مع الدكتور القحطاني في أن الإحباط يكفي لتوليد التطرف والإرهاب. الإحباط شعور لا مناص من الوقوع في شراكه أثناء معايشتنا بل وعراكنا مع هذه الحياة المليئة بالمفاجآت التي لا يُمكن مهما أوتي الإنسان من ملكات أن يتوقع ما الذي سيحدث في اللحظة القادمة ما بالك بالساعة القادمة أو اليوم القادم وهكذا. لهذا أعتقد بأن الإنسان السوي هو الذي يتوقع حدوث ما لم يكن في حسبانه أن يدعو الله اللطف بعباده في حالة حدوث الكوارث والشرور. اللجوء إلى المُطلق الأكبر(الله) مُدبر هذا الكون ومسيره هو المُنقذ من كل المشاعر السلبية بما فيها الإحباط. قالوا (أقصد الملتحقين بالمنظمات الإرهابية داعش وملحقاتها) إن خروجهم نُصرة للإسلام فهل وصل ديننا إلى مرحلة أن يُحبط فيه أتباعه لكي يفجّروا أنفسهم أو ينحروا من لا ناقة لهم ولا جمل بدعوى عداء الإسلام أو التعدي على ثوابته كي نقول إنهم محبطون(مساكين) لهذا وصلوا لتلك المرحلة من التوحش؟ لو بررنا "تدعوش" شبابنا بسبب الإحباط من وضع ما وهو عذر هشّ فماذا نقول عن أوضاع شعوب عربية وصلت لمرحلة حياتية بائسة بحق وحقيق ومع هذا يهتفون بحب بلدانهم ويدافعون عنها بأرواحهم فلا عذر ونحن هنا بخير؟ أرجو ألا يفهم من يقرأ كلامي هذا أنني أقبل بالسلبيات والأخطاء وقصور الخدمات التي ربما تحدث فأنا لستُ متحدثاً رسمياً عن أحد لكنني ألبس نظارة بيضاء صافية ترى الإيجابيات أولاً ولا تغفل عن السلبيات. عن أي إحباط تتحدثون كي يُعالج أصحاب الاختصاص أسبابه؟ لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net