كثيرة هي الأسباب والمؤثرات التي تدفعني لتأخير الرأي في قضية ، وما كان ذلك إلاّ لأني مقتنع تمامًا أن ردود الفعل السريعة انفعالات عاطفية أكثر منها قناعات عقلية ، لذلك تفرغت بالأيام الماضية لقراءة تاريخ الأستاذ قينان الغامدي ووجدت أن نجاح الرجل رغم قوته بالبدايات إلاّ أنّ أثر نجاحه لا يمتد زمنًا بل يرتبط بوجوده ومتى ما ترك المؤسسة التي يعمل بها بدأ التراجع ! ولكم في ترأسه لتحرير الصحف البلاد ، الوطن ، الشرق خير شاهدٍ على هذا الذي أتحدث عنه !! هذا دلالته التي أفهمها أنّ أ. قينان لا يؤسس ثقافة نجاح تكون ثابتة وممتدة بل يحفّز انفعالات عاطفية في محيطه تكون نتيجتها سريعة وقصيرة مرتبطة به منقطعة بغيابه !! وانفعال الرجل وجدته حتى في خصومته ظاهرًا ؛ فقد تبنى مؤخرًا رأي دعشنة الآخر في جداله الذي طرفه رجال الحُسبة ؛ فرغم أنّي أوافقه بفكرة أنّ لداعش أرضية قوية في ثقافتنا ، وهذه الأرضية من غير إدراك ووعي قبل أن تُصنَع داعش بزمن ! إلا أنّي لا أوفقه بتأزيم الموقف مع الآخر بأسلوب متشدد ومستفز !! فهو بهذا التشدد في رأيه يمثّل الثقافة الداعشية – إن صح التعبير – بشكلٍ أو بآخر !! ويدفع بالطرف المقصود لدائرة لا تمثلّه ؛ فالقول بداعشية رجال الهيئة نتيجته الطبيعية إما اتهام طرف بما ليس فيه أو تعويده على تهمة قد يتبناها كثقافة في مستقبله !! وبتجرد وجدتُ أ. قينان في جدله يعبّر عن شعور تجاه الآخر أكثر من تعبيره عن رأي في قضية حتى أنّه راح طرف خصومة يجهد لطرح الآخر أرضًا أكثر من سعيه لنقاش قضية وتقديم آراء فيها تستند على دليل ٍ نقلي أو عقلي ..! وتمنيت لو أنّه تبنى في نقاشه أنّ الإسلام يقبل الاختلاف وما كان هذا القبول إلا لمبدأ التيسير لكنّه تبنى ذات الثقافة التي يتبناها المتشدد بالاتكاء على التعسير والتشدد للمواقف بدوافع شعورية عاطفية أكثر منها دوافع عقلية إن لم تقنع الطرف كانت نتيجتها تهدئة النفوس لقادم اتفاق !! لذلك أنا هنا لم أتورع عن تنبيه الأستاذ ومن يتبنى طريقته في النقاش أنّ الدعشنة ليست مظهرًا بل هي ثقافة !! ومثل ما دعمته برأي أنَّ لداعش أرضية بثقافتنا أدعم كلَّ من رأى رفع قضية عليه فمثل ما نحارب التشدد في يا عاصب الرأس وينك ؟! علينا أن نجهد في محاربة التشدد في يا حالق الدقن وينك ؟! فهذا الذي نقوم به يجعلنا أطراف خِلاف لا أطراف اختلاف ، والقادم أسوأ إن لم ننتبه للأمر مبكرًا ونجهدُ في محاربته ..! فواز بن عبدالله @fawaz11100 رابط الخبر بصحيفة الوئام: دعشنة قينان الغامدي