اقتحمت «عكاظ» الأماكن السرية للذبح العشوائي بمكة المكرمة حيث بات الذبح العشوائي السمة البارزة على مستوى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في أول أيام العيد، بالرغم من التحذيرات التي أطلقتها أمانة العاصمة المقدسة، حيث ظهر الكثير من الحجاج وغيرهم في أكثر من مكان بغية الإسراع في الانتهاء من ذبح الأضاحي وبأي طريقة كانت. «عكاظ» نفذت جولة ميدانية، خرجت من خلالها باتفاق بين الحجاج والمواطنين بأن سبب المشكلة عدم تخصيص مسالخ قريبة من المشاعر سوى مجزرة المعيصم، منتقدين إغلاق الإمانة ممثلة في بعض البلديات الفرعية عددا من المطابخ التي اعتمدت في الذبح، الأمر الذي أجبر الغالبية على الذبح العشوائي من خلال البحث عن الجزارين الذين ارتفعت قيمة أجورهم وتراوحت ما بين 300 ــ 500 ريال في أماكن تفتقد النظافة العامة، حيث شوهد بعض الجزارين يقومون بالذبح بالقرب من المستنقعات المائية التي لا تبعد سوى متر واحد عن موقع الذبح، في حين قام بعض الجزارين بسحب بعض الأضاحي بعيداً بعد مشاهدتهم لسيارات الأمانة والتي لم تحرك ساكناً في ظل الكم الكبير والهائل من الجزارين. وأعرب بعض أصحاب المطابخ، عن أملهم في القضاء على تلك الظاهرة المقززة، خصوصاً في مثل هذه الأيام، وأكدوا تأجير جزء من الساحات الخارجية إلى بعض المستفيدين، وقالوا «إنه بالرغم من أن المطابخ مرخصة إلا أن الامانة ممثلة في البلديات قامت بإغلاق تلك المطابخ إلى فترة الظهيرة، مما أجبر المضحين على اللجوء إلى الذبح العشوائي في أماكن متفرقة داخل المخططات». وأشار طبيب بيطري، في أحد المسالخ بمكة، بأن الذبح العشوائي يسبب الأمراض جراء انبعاث الروائح الكريهة التي تنذر بانتشار الأمراض، مناشدا الجهات المعنية بإيجاد حلول عاجلة للتخلص من هذه الظاهرة، والعمل على تخصيص محلات تتم فيها عمليات الذبح بإشراف الجهات المختصة. من جانبها، شددت أمانة العاصمة المقدسة على ضرورة منع الذبح العشوائي خارج المسالخ النظامية التي هيأتها الأمانة، حيث شكلت إدارة المسالخ لجنة لمنع الذبح خارج المسالخ النظامية وذلك للمحافظة على الإصحاح البيئي وضمان سلامة اللحوم المقدمة للمرتادين.