نشرت "الاقتصادية" على لسان مسؤول خليجي أن دول مجلس التعاون تبحث عن فرص استثمارية في إفريقيا لتأمين احتياجات دول المجلس من الغذاء بعد تضاعف أعداد السكان في دول الخليج على نحو كبير خلال العقود الماضية. الاستثمار الزراعي في إفريقيا يمكن أن يساعد دول الخليج على توفير بعض المواد الغذائية الأساسية، ومن المؤكد أن الدول الإفريقية سترحب بتدفقات الاستثمارات الخليجية في ظل ضعف مستويات الدخول والمدخرات التي تحد من الاستثمار المحلي في هذه الدول، ولكن لا بد من مراعاة أن إفريقيا ليست من القارات المنتجة للحبوب لأنها لا تقع ضمن ما يسمى بحزام القمح العالمي، ولكنها بالتأكيد يمكن أن تمد الخليج باحتياجاته من اللحوم وبعض السلع الغذائية الأخرى، غير أن ضعف البنية التشريعية قد يشكل أهم المخاطر التي يمكن أن تواجه الاستثمارات الخليجية في إفريقيا، كذلك فإن عدم الاستقرار السياسي، فضلا عن المشكلات الأخرى مثل المشكلات العرقية وغيرها قد تشكل مخاطر مستمرة لمثل هذه الاستثمارات. سيتطلب التعاون الخليجي ــــ الإفريقي وضع أطر محكمة لاتفاقيات الاستثمار تتضمن آلية مناسبة للتحكيم في حال حدوث خلافات أو عدم استقرار اقتصادي أو سياسي لحماية الاستثمارات، ولكن من الواضح أن أوضاع إفريقيا تتحسن بمرور الوقت، مما قد يجعل الخيار الإفريقي خيارا مناسبا لضخ استثمارات زراعية تساعد هذه الدول على استغلال مواردها الطبيعية، وفي الوقت ذاته تأمين جانب من احتياجات دول المجلس من المواد الغذائية الأساسية.