حيوانان يتنافسان داخل الملعب، يقومان بفعل أي شيء لتحقيق الفوز هكذا تحدث أرسين فينجر المدير الفني لأرسنال عن لاعب خط وسط المدفعجية السابق باتريك فييرا، ونظيره في يونايتد روي كين. في الفترة ما بين عامي 1996 وحتى عام 2005 كانت المنافسة على أشدها بين مانشستر يونايتد وأرسنال على الفوز بمختلف الألقاب، ولكن على المستوى الشخصي، هناك صراع آخر جمع كين وفييرا، امتد في بعض الأحيان إلى اشتباكات بالأيدي وإيقافات، واشتهر الثنائي بكره شديد للآخر. لاعب كان قائدا لمانشستر يونايتد في التتويج بالثلاثية التاريخية، وآخر كان قائدا في الفريق التاريخي لأرسنال الذي فاز بالدوري الإنجليزي بلا هزيمة، كان يمثلا روح الأندية التي يلعبان لها. قناة أي تي في قامت بعقد مناظرة بين الثنائي في فيلم تسجيلي، وتحدث كل منهما عن معاركهما الشخصية، أبرز إنجازاتهما، والعديد من الأمور الأخرى. وFilGoal.com يستعرض لقاء كين وفييرا بعدما كانا يكرهان بعضهما بشدة داخل الملعب، إلا أنهما خلال الحوار أظهرا احترام كبير جدا لمسيرة كلا منهما. سؤال وجواب -لماذا تكره أرسنال/ مانشستر يونايتد؟ كين: منافسنا التقليدي، وكنت أرغب في أكون دائما في أفضل حالاتي أمامهم، لا أتذكر إنني أحببت أي لاعب لديهم. فييرا: المنافس المباشر، كنا ننهي مبارياتنا وننظر على نتائج يونايتد، إذا أردت الفوز بالدوري عليك أن تكون في مركز أعلى من مانشستر، المسألة بسيطة جدا. -اوصف فييرا/ كين؟ كين: فييرا منافس صعب جدا جدا جدا جدا. فييرا (يجيب ضاحكا): كين هو العدو المفضل لدي، قائد ويحب الفوز دائما، ولكنه أحيانا يكون متهورا. -ماذا كنت تفعل قبل مواجهته؟ كين: أعد نفسي لأكون في أفضل حالاتي، وأن لا أخسر أمامه حتى لا أحبط جمهور الفريق. فييرا: الإعداد لمواجهته كان مختلفا عن أي شيء آخر، وأكون في قمة تركيزي قبل اللقاء بأسبوع. ماذا يمثل لك مانشستر يونايتد/ أرسنال؟ كين: مانشستر هو دائما فريقي المفضل. فييرا: أرسنال جزءا من الدم. -كيف تكون لاعب كرة ناجح؟ كين: الحلم نفسه أن تكون لاعب كرة قدم، التعطش للفوز دائما، وتحقيق إنجازات. فييرا: اللعب بكل العاطفة بداخلك، عدم الاستسلام أبدا، والرغبة في أن تكون ناجحا. -ما هو أعظم إنجازاتك؟ كين: الانتقال إلى مانشستر يونايتد وتحقيق حلمي. فييرا: الفوز بالدوري الإنجليزي والكأس في موسم 1998، كنت أعرف حينها إني متواجد في ناد خاص. -ما هي أكثر لحظة أنت فخور بها؟ كين: بالطبع الفوز بالثلاثية، لقد كان إنجازا عظيما. فييرا: عندما أخبرني فينجر بأنني القائد الجديد لأرسنال خلفا لتوني أدامز. من هو أفضل مدرب في مسيرتك؟ كين: برايان كلوف.. (سير أليكس؟) كين: أنت سألتني وأنا جاوبتك. كلوف هو المدرب الذي أشرف على تدريبي أثناء وجودي في نوتنجام فورست قبل انتقالي ليونايتد. فييرا: أرسين فينجر بالطبع. ماذا تمثل لك أيرلندا/ فرنسا؟ كين: الإحباط. فييرا: فرنسا أعطتني كل شيء. -ما هي أكثر لحظة تشعر بالندم بسببها؟ كين: عدم المشاركة في كأس العالم. فييرا: الفوز بكأس العالم 1998. عن موسم الثلاثية في عام 1999، واجه مانشستر يونايتد نظيره أرسنال في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في لقاء الإعادة، طرد روي كين في البداية، ورغم ذلك سجل ديفيد بيكام هدف التقدم. استطاع دينيس بيركامب تعديل النتيجة، واحتسبت ركلة جزاء للمدفعجية، تصدى لها بيتر شماكيل، ليسجل ريان جيجز أحد أروع أهداف البطولة على مر التاريخ بعدما استغل خطأ فييرا في تمرير الكرة، وينطلق بها من منتصف الملعب قبل التسديد في الشباك في الشوطين الإضافيين. وعن هذا الهدف علق كينلا أعرف حتى الآن لماذا لم يقم أحدكم بإعاقته وارتكاب خطأ، طالما عرفت أن هناك خطر على فريقك يجب أن تقوم بذلك الأمر. ليرد فييراكان التمركز غير جيد من الجميع، لكن أعتقد إنها كانت لحظة يونايتد، لو أقيمت المباراة 10 مرات لفاز مانشستر في 9 منها. وأضاف بعد إضاعة ركلة الجزاء علمت أن المباراة تذهب من بين أيدينا، أعتقد إنه كان قدر مانشستر يسير في النهاية نحو التتويج بالثلاثية. أما عن طرد كين، فيرى اللاعب الأيرلندي أن الحكم كان قراره قاسيا، ليقاطعه فييراعلى الأقل كان قاسيا لمرة واحدة على يونايتد. ووجه كين سؤالا لفييرا هل مازالت تتذكر تلك المباراة، ليجيب الفرنسي بالطبع، حتى لو حاولت أنساها، سيقوم كل مناصري مانشستر بتذكيري بها، لقد شعرت إنها نهاية العالم آنذاك. الفوز بالدوري في مسرح الأحلام توج أرسنال بلقب الدوري الإنجليزي في موسم 2002-2001 في أولد ترافورد معقل مانشستر يونايتد وأمام جماهيره في مشهد لن ينساه أي من مشجعي الفريقين بعدما فاز المدفعجية في تلك المباراة بهدف نظيف، وهو ما يراه فييرا إنجازا عظيما. فييرا: كان أفضل أداء لنا، وأفضل مباراة في أولد ترافورد، كان أمرا تاريخيا هكذا تحدث فييرا عن ذلك اللقب. وأردف لو لم نفز كنا سنفوز بالمباراة التي تليها في هايبري مع جمهورنا، لكننا أردنا الاحتفال باللقب أمام الخصم، وهو ما حدث في النهاية، ليرد كيناستحقيتوا ذلك الأمر. وفي نفس الوقت يرى قائد أرسنال السابق أن الكره الذي يكنه كل المنتمين لمانشستر إلى أرسنال يعد أمرا طبيعيا، مفصحا بالطبع، عندما تفوز بكل البطولات وترى فريق جديد ينافسك عليها سوف تكرهه. المعركة الأخيرة فبراير عام 2005 كانت هي المرة الأخيرة التي يلتقي فيها الفريقان في وجود كين وفييرا في الدوري الإنجليزي، وقبل بداية المباراة شهد النفق المؤدي لملعب هايبري توجيه لاعب مانشستر يونايتد لكلمات لنظيره الفرنسي، متوعدا إياه بالعنف داخل الملعب، ولم يتصافحا سويا قبل بداية اللقاء. وعقب فييرا عمن بدأ تلك المعركة، ليجيب ضاحكا أنا من بدأت ذلك الأمر، وأكملطلبت من جاري نيفيل عدم عرقلة روبرت بيريس لأنه هنا لا يلعب في أولد ترافورد ولن يحميه أحدا. وأضافثم وجدت كين فحاولت أن أقوم باستفزازه حتى أخرجه عن تركيزه قبل المباراة، ولكن ذلك لم يحدث فكان يقدم أداء جيدا في المباراة. أما كين فقد تحدث عن تلك الواقعة قائلا:شعرت بالغضب منك يا فييرا لأنك كنت تحاول استفزاز أضعف لاعب فينا، لذلك قمت بتوجيه بعض الكلمات لك لتبتعد عنه. أفضل من لعبت بجواره كين: بيتر شمايكل، بول باركر، ياب ستام، جاري بالاستر، دينيس إيرون، بول إنس، كريستيانو رونالدو، روي كين، رود فان نيستلروي، وإيريك كانتونا. اللاعب الأيرلندي لم يختار جاري نيفيل أو ريان جيجز. وعلق كين بالنسبة لنيفيل فسيكون محظوظا لو تواجد على دكة البدلاء.. أما عن جيجز فليس معنى إنك حظيت بمسيرة عظيمة، إنك لاعب عظيم، بالطبع هو متميز، لكن هناك آخرين أفضل. أما بالنسبة لاختيارات فييرا فكانت هي: ديفيد سيمان، لوران ماير، سول كامبل، توني أدامز، آشلي كول، ليونبيرج، باتريك فييرا، إيمانويل بيتي، روبرت بيريس، تيري هنري، ودينيس بيركامب. فييرا علق على اختيار آشلي كول قائلا:لو لم يذهب لتشيلسي ويقرر الرحيل لكان هو القائد الجديد للفريق، ولكن بالرغم من ذلك الأمر فهو لاعب رائع حقا. الفريق المختلط شهد اختلافا بين الثنائي على مركز واحد فقط، هو الظهير الأيسر لكن عدا ذلك فكانت اختياراتهما متشابهة في بعض الأحيان، ومجاملة في أحيان أخرى بعدما اختار كل منهما الآخر ضمن الفريق. وكان الفريق هو: بيتر شمايكل، لوران، ياب ستام، توني أدامز، دينيس إيروين/آشلي كول، كريستيانو رونالدو، روي كين، باتريك فييرا، روبرت بيريس، تيري هنري، وإيريك كانتونا. كلمة أخيرة كين لفييرا: أحترمك جدا، وطالما كنت أحاول أن أكون في قمة مستواي قبل مواجهتك الصعبة. فييرا لكين: أحببت دوما اللعب ضدك ومصارعتك داخل الملعب، وأحترم كل إنجازاتك التي حققتها. -أخيرا من انتصر في الحرب بينكما؟ كين: لدي اقتناع كامل إنه أنا. فييرا (ضاحكا): بالطبع أنا. المنافسة الكبيرة تخرج أفضل ما لديهم، طريقتهم في تحمل الضغوطات الشديدة، والقتال داخل الملعب من أجل الفوز هي صفة الرياضيين العظماء، وهما منهم بالطبع فينكر عن كين وفييرا.