×
محافظة الرياض

إنشاء 68 مبسطًا نسائيًا في سوق طيبة بالرياض

صورة الخبر

النسخة: الورقية - دولي هاجمت مقدمة برنامج «في الميدان» رانيا بدوي رئيس الوزراء المصري بشدة السبت الماضي عبر قناة «التحرير» بسبب عجز حكومته عن كبح جماح الأسعار، واستعانت بضيف هو الكاتب حلمي النمنم، فإذا به يقطع شوطاً أكبر في الهجوم. وبعد نهاية البرنامج الذي تلقى مكالمة من المتحدث الرسمي باسم الحكومة طالت بسبب محاولته سحب كلام المذيعة والضيف أو تبرير اتهاماتهما، دخل المشاهد في «شو» إعلامي آخر، بطله هذه المرة مقدم البرامج أحمد موسى الذي سجل من خلال برنامجه «الشعب يريد» أعلى معدلات الهجوم على الحكومة. وعلى شاشة أخرى هي «النهار» مارس محمود سعد وعادل حمودة هجومهما على سياسات رئيس الوزراء حازم الببلاوي ووزرائه من خلال برنامج «آخر النهار»، غير أن حمودة انفرد بحوار مهم الأحد الماضي مع مستشار الاقتصاد للاتحاد الأوروبي في مصر الدكتور صلاح جودة. وفي التوقيت ذاته كان عماد الدين أديب يجري حواراً على قناة «سي بي سي» مع الخبير الاقتصادي الدولي الدكتور سمير رضوان، والذي حل وزيراً للمال بعد الثورة وأُقصي سريعاً. لم تكن هذه الحوارات العامل الأكبر في اهتزاز «صورة» الرئيس وصدقيته، وانفعال هؤلاء الإعلاميين لم يكن العامل الحاسم في مفاجأة ظهر الاثنين، لكنها ثورات الشارع والاعتصامات احتجاجاً على سوء الأحوال. وإذا لفت عمال شركة المحلة للغزل والنسيج، أنظار وسائل الإعلام إلى نجاح الحكومة في حل مشكلتهم جزئياً الأحد الماضي، فقد سبقهم الإضراب الجزئي لأعضاء نقابات الأطباء، ثم الصيادلة، وعمال النقل العام، إلخ... وهنا لم تستطع وسائل الإعلام إلا فتح كاميراتها لهؤلاء، ما حوّل الشاشات إلى ساحات قتال مدني ضد الحكومة ورئيسها تحديداً، المتهم بأنه كان يصمم على ترك الوزارة وتناول طعامه في ناديه المفضل في الثانية ظهراً... هكذا، قالوا عنه على الشاشات، وهكذا رُبط العام (وهو المطالب الشعبية والإضرابات هنا وهناك)، بالخاص (وهو السلوك الشخصي لرئيس الوزراء)، ثم تفرعت المناقشات حول الرئيس إلى محاولات البحث في أدلة على أدائه الفاتر. واللافت أن الحديث عن السلوك الشخصي لرئيس الوزراء في مصر، كان أمراً مرفوضاً على الشاشات، غير أن الأمور اختلفت كثيراً بعد الثورة، فالمواطن تناول حبوب الشجاعة، والإعلاميون انقسموا إلى فئات، فهناك من بقي على حاله، وهناك من رآها فرصة للتعبير عن الرأي ومنافسة ضيوفه، وهناك من لم يدرك الفارق بين أن يكون إعلامياً أو ناشطاً سياسياً... وبالطبع، فإن المتمسك هنا بنظرية «الحياد» يعتبر بارداً وباهتاً في رأي مشاهدين يعتقدون أن انحياز المقدم يجعل للبرنامج «طعماً»، غافلين أن هذا «الانحياز» و «الحماسة» و «الاندفاع» ليست إلا مَدافعَ، تُصيب أشخاصاً أو سياسات ما، وقد أصابت مدفعية الإعلام هذه المرة رئيس الوزراء أو عجلت بإصابته، فقدم استقالة حكومته في مفاجأة درامية وإعلامية كبرى.