×
محافظة المنطقة الشرقية

بلدي الأحساء يرفض اعتماد 7 مخططات سكنية

صورة الخبر

مؤثرات التخلف تجعل تحديد مفهوم الهوية مشتتاً، وقد كتب الكثيرون من العرب بهذا الشأن دون تحديد لصياغة محددة تبين الخصائص التي تجعل الانتماء لا يقف على البطاقة الشخصية التي تبين المولد والنشأة والجنس، وإنما المحتوى العام الذي يؤكد الخصائص الذاتية للأمة، غير أن الصدمات المتلاحقة للأمة العربية حاولت أن تؤكد أنه لا يوجد جامع لها وأعطت تأشيرة خروج بدون عودة لاضمحلالها وزوالها، وبعيداً عن الآمال التي تحدث عنها رواد القومية العربية سواء من وضعها في إطارها العرقي والشوفيني، أو من وسع دائرتها إلى الخصائص والصفات ومحدداتها باللغة والجغرافيا والتراث والعادات والتقاليد، أو من اعتبرها ثقافة غزت شعوباً لا تنتمي لها وفرضت عليها تلك الهوية، طارة أسسها التاريخية والذاتية؟.. وحتى لا نغرق بالمصطلحات والمفاهيم، فكل من يتحدث الإنجليزية والفرنسية كلغة وطنية، ليس بالضرورة ينتمون للجذر السكسوني، أو البيئة الإنجليزية، وهذا ينطبق مع أي لغة دخلت إلى أي بلد تحدد علاقاته مع الداخل والخارج، لكن كيف نفسر إحياء اليهود لغتهم العبرية، وهي التي لم يبق منها إلا ما حفظه الأجداد في عزلتهم الدولية ثم حولوها إلى لغة علوم ومعارف وثقافة وقومية، بينما هم شعوب بدون خصائص إلا الديانة وحدها؟، وهنا الخلاف بين ثقافة وتبني لغة مكتسبة ومتجذرة كاللغة العربية التي تعد من أوليات لغات العام ذات الصوت والتقعيد والحروف الخاصة بها، أو غيرها.. لا نريد الذهاب بعيداً، غير أن ما يجري على الرقعة العربية، وتحديداً ما بعد الربيع الأسود، إن صح التعبير، وجدنا من يرفض وضع هذه الأمة في قالب واحد وهوية واحدة، بينما تأتي النزعة إلى الدين، ثم المذهب للفصل بين الإسلام بحدوده الحقيقية والخلافات المذهبية ليأتي التفتيت على هذا الأساس، أي إن مقومات الوطن الواحد مجرد أوهام، ولذلك شهدنا كيف جاء التحول في صراع الطوائف إلى انفجار هائل في حروبها مع بعضها، وصار تسمية المسلمين السنّة بالعرب، والشيعة بالفرس، بينما المنبع والأصل والجذور التاريخية عربية حتى مع الخلاف بالفروع عن الأصول لكنها هوية واحدة.. ليس هذا ما نجده أزمة هوية فقط إذ الهدف أكبر من سحق أمة وإزالة كل ما يتعلق بمصيرها، وإنما كيف نستشرف المستقبل البعيد، هل يتحول العراق وسورية مثلاً إلى الاندماج بالقومية الفارسية، وهما العينة الأكثر توتراً في الظاهرة الحاضرة، وكيف سيقبل شعب عربي أن يذوب بذات أخرى لمجرد أن الرابط مذهبي فقط، لا دينياً يدخل في صلب الهوية العربية، وهل سيكون تناوب الظروف، وجلاء الحقائق، ثم الصحوة الأخرى على إيقاع الاستعمار الفارسي الجديد، سيبعث جذور الصراع من بين قوميتين عربية وفارسية، خاصة وأن الأخيرة تعلن وتضمر احتقارها لكل ما هو عربي؟ أعتقد أن موجة استيطان الإرهاب، وإن وضعت في قالب أممي قام على إنشائه أكثر من جهة فهو مقدمة لانفجار حرب هوية عربية - فارسية، يغذيهما حقائق الخلاف بالجذور وستكون الحرب أعتى من حكاية هيمنة دولة تبحث عن آمال إمبراطورية، تجاه أمة عربية تشعر أمامها بعقدة التاريخ كيف أزيلت إمبراطوريتها بواسطتهم، وهذا الحدث لا تفرضه فقط حكاية الإسقاط المذهبي أمام دوافع الهوية المنقوصة حين تتحرك بالعودة لأصولها كحقائق تاريخية لا أوهام مذهبية وطائفية؟ لمراسلة الكاتب: yalkowaileet@alriyadh.net