من شاهد الزعيم في ثوبه الجديد أمام الملكي في ملعب الجوهرة المشعة خاصة الحصة الأولى.. وشاهده في أول خطوة على طريق اللقب الآسيوي الموعود وهو يجندل لوكوموتيف الأوزبكي يكاد يفتك به بثلاثية جميلة توجها هدف نيفيز الأخير الملعوب.. يطرح سربا من الأسئلة.. ما الذي حدث.. وما الذي تغير في الزعيم بين عشية وضحاها.. هل استقالة الرئيس المثالي الشاعر هي من يقف وراء هذا التحول الإيجابي في شكل ولون وطعم الفريق.. أم المدرب الشاب سيبريا الذي يذكرني بمدرب الاتحاد بينات عند إشرافه على الفريق لأول مرة بعد إقصاء المدرب غير المأسوف عليه كانيدا.. عندما نجح بينات بكاريزما خاصة بقيادة النمور لكأس الأبطال الملكية الفاخرة بأداء مبهر ونتائج مذهلة.. سيبريا نسخة من بينات في أسلوب إدارة المباريات وصناعة فريق متطور.. الإجابة باختصار.. سر هذا التحول الجميل في أداء الزعيم ونهوضه السريع من كبوته يرجع للمدرب سيبريا أولا وأعضاء الشرف وموقفهم الحاسم والصريح مع اللاعبين خلال الاجتماع الأخير الذي أعقب استقالة الأمير عبدالرحمن بن مساعد.. ثانيا لمسات المدرب سيبريا الفنية على خارطة الفريق واستعانته بعطيف والكعبي وتحريره الفريق من تكتيك ريجي كامب المعقد وإعادته لأسلوب السهل الممتنع أعاد للزعيم هيبته ورونقه وسحره.. ساهم في هذه العودة استعادة نيفيز جزءا كبيرا من مستواه، فهو يلعب بشهية مفتوحة ونفسية مرتاحة مؤكد إنها تعبير عن فرحته برحيل ريجي كامب.. وتألق عطيف فقد قضى على مشاكل ضعف العمق الدفاعي مذكرا الهلاليين بخالد عزيز في أوج تألقه والهذلول بأدائه الأنيق.. عطيف أكبر مكسب للزعيم إلى جانب الكعبي المهاجم الخطير، وما شاهدناه حتى الآن يثلج صدور جماهير الزعيم وقبلهم الرئيس المستقيل عبدالرحمن بن مساعد.. فقد خذله المدرب الراحل بسياراته وبدلاته وملايينه عندما أخفق في استثمار كل الظروف للفوز باللقب الآسيوي والتأهل لكأس العالم وخذله مرة أخرى محليا.. أضعف آماله في المنافسة على بطولة الدوري.. وطار منه لقب كأس ولي العهد.. الخلل الرئيسي كان في بقاء المدرب (ريجي ليته مايجي).. برحيله وقدوم سيبريا تنفس الفريق الصعداء.. تحرر من قيوده.. انطلق يلعب على سجيته وبأسلوبه المعتاد خاصة بعد تدعيمه بالكعبي وعطيف.. ويقدم المستوى المعروف عنه رغم غياب أربعة من أبرز نجومه الكبار ناصر وسالم ونواف والزوري.. الهلال مع سيبريا غير لكن ذلك لايعني إنه استعاد كامل عافيته وكامل خطورته.. وإنه ضمن التأهل للدور الثاني في مشواره الآسيوي وإنه بات قريبا من مزاحمة النصر والأهلي على لقب بطولة الدوري بل هي إشارة إلى إنه بدأ يستعيد عافيته ووضع قدمه على الطريق الصحيح فقط.. وهي بداية مبشرة تدعو للتفاؤل وتزرع في قلوب عشاقه ورود الأمل والفرح.