دعا الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان أصحاب الأعمال إلى اغتنام الفرص الاستثمارية المتاحة في مدينة جازان الاقتصادية، والتواصل مع الجهات المعنية للعمل من أجل تنمية المنطقة والمساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني. وخاطب الأمير رجال وسيدات الأعمال في ختام "منتدى جازان الاقتصادي 2015" أمس: "جاء دوركم لاقتناص الفرص الاستثمارية في مدينة جازان الاقتصادية بكل استثماراتها في الصناعات الثقيلة والبتروكيماويات، والصناعات المتوسطة والصناعات الخفيفة". ورعى أمير جازان أمس حفل ختام فعاليات منتدى جازان الاقتصادي، وقام الأمير محمد بن ناصر بتدشين بوابة مدينة جازان الاقتصادية للمستثمرين عبر موقع المدينة على الشبكة العنكبوتية. وأكد أن منتدى جازان الاقتصادي يحمل أحلاما وآمالا لتحقيق النهضة التي يتمناها كل مواطن، متطلعا إلى المرحلة المقبلة التي ستشهد افتتاح مدينة جازان الاقتصادية، التي ستكون أول مشروع اقتصادي ضخم يتم افتتاحه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وقال: "منتدى جازان الاقتصادي حمل معه دلالات كبيرة لملامح مدينة جازان الاقتصادية على يد مختصي الاقتصاد والمستثمرين الذين حضروا هذا المنتدى الاقتصادي الأول من نوعه في المنطقة"، مؤكدا الأثر الإيجابي المتوقع لهذه الفعالية من خلال المشاركات وأوراق العمل كافة التي أسهمت في رسم ملامح تميز المدينة الاقتصادية. وحظيت الجلسة الأخيرة من أعمال المنتدى أمس بشخصيات بارزة تحدثت عن الاستثمار في المهارات وتنمية العنصر البشري، وترأسها الدكتور عبدالرحمن الجعفري، محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات سابقا. وتحدث المهندس عادل فقيه وزير العمل عن تنمية الموارد البشرية، وسلط المهندس عبد اللطيف العثمان محافظ هيئة "الاستثمار" الضوء على دور المدن الاقتصادية في تنمية الموارد البشرية، وتحدث المهندس خالد الفالح رئيس "أرامكو السعودية" عن تجهيز القوى العاملة للمستقبل. وقال المهندس عادل فقيه إن وزارة العمل تطلق عددا من البرامج في مجال التطوير ومنها برنامج نطاقات وأجور التمكين، مفيدا بأن هناك دراسات لتوسيع فرص العمل، مستعرضا عديدا من التجارب في مجال الأعمال. وأكد أهمية دعم الشباب وإتاحة الفرص التدريبية لهم ومنها تشغيل 37 كلية تميز تابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بشراكة مع عدد من الشركات العالمية يستفيد منها حاليا نحو 13 ألف شاب وفتاة إلى جانب برنامج الشراكات الاستراتيجية التي تنفذ بالتعاون مع شركة أرامكو. وأوضح فقيه أن عدد المسجلين في برنامج "دروب" بلغ حتى الآن عشرة آلاف شاب وفتاة سيتم تدريبهم ليحصلوا على دبلومات في أكثر من 50 تخصصا في مجالات المحاسبة والمبيعات والموارد البشرية وغيرها من المجالات التي ينفذها البرنامج مع العمل على توفير الفرص الوظيفية للمتدربين. المنتدى استهدف التعريف بالتسهيلات الحكومية للاستثمار في المنطقة وعرض الفرص المتاحة في شتى المجالات. وأكد سعي الوزارة لتنفيذ برنامج تعريفي "مراكز الإرشاد المهني" سينفذ بالمدارس والمعاهد والكليات للتعرف على قدرات الشباب والفتيات وتوجيههم للمجالات المناسبة لهم، ومواصلة العمل على تمكين المرأة للحصول على الوظائف المناسبة لها بما يحفظ حقوقها في الحصول على الفرصة الوظيفية وفي البيئة المناسبة لها. كما تعمل وزارة العمل من أجل تمكين الشباب وتشجيعهم على إنشاء مؤسسات صغيرة، وتوفير الوظائف الجزئية في أوقات الإجازات الرسمية بما يسهم في تعود الشباب وهم في سن مبكرة على تلك الوظائف والاستفادة من الفرص المتاحة بسوق العمل. واستعرض المهندس عبداللطيف العثمان أهمية المدن الاقتصادية ودورها في تطوير المهارات والقدرات والطاقات الشابة من خلال توفير بيئة استثمارية رائدة ومستدامة تضمن تقديم خدمات متميزة. وأكد أهمية تطوير فرص الاستثمار والعمل على إيجاد الفرص التي تلبي حاجة المستثمر من خلال التركيز على اغتنام الفرص وتفعيل والاستفادة من الإمكانات المتوافرة بالمملكة وخلق الثقة التي تجذب المستثمر خاصة المستثمر الأجنبي. وتحدث عن أولويات الاستثمار من حيث تطوير الطاقة والصناعات التحويلية والنقل والصحة والتعدين والسياحة والخدمات والقطاعات الإنشائية والهندسية والقطاع المالي والتطوير العقاري والتعليم والتدريب والبحث العلمي. وقدم خالد الفالح ورقة عمل عن "تجربة أرامكو في تطوير القدرات البشرية"، وأكد أهمية تنمية قطاعات اقتصادية تساند قطاع البترول مثل البتروكيماويات وصناعة السيارات والمعدات الصناعية والأجهزة المنزلية والمجال الطبي والدوائي والطاقة المتجددة، مع التركيز على قطاع الخدمات مثل السياحة وزيادة توريد السلع والخدمات من السوق المحلية إلى أقصى حد ممكن. وتحدث عن مبادرة شركة من أجل ردم الفجوة والارتقاء بمخرجات التعليم من خلال تبنيها لبرنامج إثراء، حيث يلعب دورا رائدا في رعاية عملية تنمية الشباب في المملكة، ويسهم في تطوير مجتمع يستند إلى المعرفة من خلال التركيز على التعليم الإبداعي في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، الذي تم من خلاله تطوير ما يزيد على 50 ألف طالب ومدرس في جميع أنحاء المملكة. وقال الفالح: "تعنى عملية التطوير في أرامكو السعودية بالموظفين في جميع المستويات الصناعية والمهنية والحرفية والفنية والقيادية"، مضيفا أن العمل يجري لإعداد شريحة مهمة من الموظفين المهنيين في المستقبل في جامعات مرموقة وعالمية ذات تنافسية عالية، حيث يدرس 2500 موظف من المواهب السعودية الشابة في الشركة في قطاع التعليم العالي للحصول على درجات عليا في كليات وجامعات مرموقة حول العالم. كما يتم تأهيل قيادات شابة من الشركة عملت على تأسيس برنامج يعنى بتطوير الكفاءات القيادية لقيادة الشركة في المستقبل، وعمل قطاع الطاقة التنافسي على خلق 500 ألف فرصة وظيفية وتأسيس عديد من المعاهد التدريبية تضم نحو عشرة آلاف متدرب مع إدراج عشرة آلاف متدرب آخرين في خطط تدريبية. وقدم الدكتور عابد السعدون وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية لشؤون الشركات ملخصا لجلسات المنتدى التي شهدها على مدى يومين. وقال السعدون إن المنتدى تمحور حول تقديم القيمة التي تجلبها مدينة جازان الاقتصادية للمستثمر والارتقاء بالمستوى المعيشي لأهالي المنطقة وخلق شراكة استراتيجية بين القطاعين العام والخاص. وقال وكيل وزارة البترول إن تشييد مدينة جازان الاقتصادية جاء انطلاقا من توجيهات القيادة الرشيدة ورؤيتها للتسريع بعجلة التنمية في منطقة جازان ورسم الخطوط العريضة لما ستكون عليه المدينة الاقتصادية والمنطقة في المستقبل والاستثمارات البترولية والتعدينية وغيرها ودورها في جذب الاستثمار لهما. وذكر أن من الأهداف التي سعى المنتدى لتحقيقها التعريف بالتسهيلات الحكومية وما توفره من أجواء استثمارية جاذبة وتكريم المبادرين من المستثمرين وعرض الفرص الاستثمارية في شتى المجالات وكيفية الحصول على الدعم المادي.