أدى المسلمون في جميع مناطق المملكة صلاة الاستسقاء، صباح اليوم، تأسياً بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، عند الجدب وتأخر نزول المطر؛ أملاً في طلب المزيد من الجواد الكريم، أن ينعم بفضله وإحسانه بالغيث على أنحاء البلاد. المدينة المنورة وفي المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، أدى جموع المصلين، اليوم، صلاة الاستسقاء، يتقدمهم الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، وأَمّ المصلين فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي. وعقب الصلاة، ألقى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف خطبة، دعا فيها المسلمين إلى تقوى الله حق تقاته؛ فهو سبحانه وتعالى الذي يكشف البلوى، وأَمَر عباده بالدعاء وجعله مفتاحاً لكل خير. وقال فضيلته: إن الله عز وجل هو المرجو لكشف الكرب؛ فكم من مِنَح أعطى، وكم من مِحَن كفى، وهو يعفو ويصفح، ويغفر ويمنح، جواد كريم محسن دائم الندى. وأضاف: إنه بالتقوى تُدفع البلوى ويُرضى المولى؛ داعياً فضيلته المسلمين إلى المبادرة بالحاجة والاضطرار والضراعة والافتقار، والتوبة والاعتذار، والندم والاستغفار، والكف عن المظالم والمآثم والفواحش والأوزار. وبيّن أن استغفار الله سبحانه وتعالى والمداومة عليه، جاء الأمر به من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة من القرآن الكريم؛ مضيفاً أن الاستغفار يتحقق به غفران جميع الذنوب، ويشمل ذلك ذنوب العبد التي لم يُحصِهَا أو نسيها وقد أحصاها الله عليه؛ مهما صغرت أو مضت عليها السنون. وشدد فضيلته على أن الاستغفار سبب من أسباب نزول الرحمة ورفع البلاء وتأخير العذاب؛ حيث إن الاستغفار سبب لنزول الغيث من السماء، وزيادة قوة البلاد والعباد، وتحقيق البركة في الرزق؛ فتكثر الخيرات، وتزيد الأموال والثمرات، وتتفجر الأنهار. وفي ختام خطبته، سأل فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الله عز وجل أن يغفر للمسلمين جميعاً، وأن يُنزل علينا الغيث ولا يجعلنا من القانطين، وأن يغيثنا سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق، غيثاً طيباً نافعاً، وأن يجعله متاعاً وقوة لنا، وبلاغاً إلى حين، عاماً عاجلاً غير آجل، يغيث البلاد والعباد وينفع به الحاضر والباد. الرياض وفي مدينة الرياض أدى الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض صلاة الاستسقاء مع جموع المصلين في جامع الإمام تركي بن عبدالله. وأَمّ المصلين سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، الذي أوصى في خطبته بتقوى الله سبحانه وتعالى حق التقوى، والمسارعة إلى التوبة إلى الله، والندم والاستغفار والتضرع واللجوء إليه جل في علاه. وقال سماحته: إن الله أمرنا بسؤاله والتضرع إليه بالدعاء، مبيناً أن صلاة الاستسقاء والحث عليها هو إحياء لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وسأل الله جل وعلا -في ختام خطبته- أن يُغيث البلاد والعباد، وأن يسقيهم غيثاً هنيئاً مريئاً عاجلاً غير آجل نافعاً غير ضار. مكة المكرمة وفي مكة، أدى جموع المصلين اليوم صلاة الاستسقاء بالمسجد الحرام، يتقدمهم وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة سعد بن مقبل الميموني، والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، ونائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم. وأَمّ المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب الذي ألقى خطبة أوصى فيها المسلمين بتقوى الله عز وجل؛ إذ بها الملتزم وعليها المعول والمعتصم، وبها تصلح الأحوال وتحسن العاقبة. وقال فضيلته: إن تقوى الله مفتاح الإغلاق وباب الأرزاق، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبْ}، الإيمان باب العطايا، والتقوى خير السجايا، التقوى هي الخوف من الله الجليل، والعمل بالتنزيل، والاستعداد ليوم الرحيل، ولأجل ذلك اليوم والعمل له فإن الله يذكّر عباده إذا غفلوا، وينذرهم إذا عصوا، وقد أخبر سبحانه أن ما يحل بالبشر إنما هو من أنفسهم، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}. وأضاف يقول: إنكم قد خرجتم تشكون إلى الله جدب دياركم، وتأخر المطر عن إبان زمانه عنكم، خرجتم افتقاراً لرب العالمين، ولمغفرته طالبين، ولرزقه مؤملين، فأروا الله من أنفسكم ما يستجلب خيراً ويرفع ضراً؛ فالله هو السامع لكل نجوى والكاشف لكل بلوى قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}. وبيّن فضيلته أن الموقف موقف وعظ ومعاتبة ودعاء واستغفار ومراجعة؛ لعل الله يرحمنا ويغفر لنا ويغيثنا ويرزقنا، ولقد فتح على الناس من أسباب الرخاء ما لم يفتح على أحد من قبلهم، وتفجرت كنوز الأرض، وتوافرت الأموال والتجارات، وتعددت طرق الكسب تُذكيها المخترعات والمكتشفات والصناعات؛ فهل ازداد الناس إلا فقراً وهل كسبوا إلا شقوة وقهراً؟ وإنه غلب على العالم الشكوى من الفقر والقلة وضيق العيش، وشح الوقت، والخوف من المستقبل، مع توافر أسباب الرخاء؛ فتزايدت القوة وكثرت الأنظمة والقوانين والمنظمات والهيئات، ولا يزال العالم يشكو تزايد الحروب والظلم، وسفك الدماء، وكثرة النزاعات والخصومات، وما ذاك إلا لقلة البركة، والبعد عن هدي الله العظيم وصراطه المستقيم؛ بل قد تأتي الأمطار وتأتي معها الفيضانات والأعاصير والخراب والتدمير. وأكد فضيلته أن الإيمان والتقوى والعمل الصالح سبب البركة والسعادة والرضى، وأن الذنوب والمعاصي تمحق البركة وتنغّص العيش وتضيّق الأرزاق، وأن من المخيف المحزن أن تغفل القلوب عن هذه الآيات والعبر، وألا يزداد الناس إلا بعداً عن الله وإمعاناً في العصيان، وتجد مظاهر ذلك في ترك فرائض الله وانتهاك حدوده والمجاهرة بالمعاصي والجرأة على الله. وأوضح فضيلته أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة من شعائر الدين وحفظ للعامة من الهلاك بظلم الأقلين، وأنه لا بد من الأخذ على أيدي السفهاء، وأطرهم على الحق، ومنعهم من الجهر بالسوء؛ وإلا وقع في الأرض فساد كبير وشر مستطير، وإن الربا سبب لِمَحْقِ البركة، والحرمان من الأمطار، ومنع الزكاة سبب عن الخير المدرار، وانتشار الفواحش يؤدي إلى الفساد والأمراض والافتقار. وأوصى فضيلته المسلمين بالتوبة والاستغفار والبعد عن المعاصي والمحافظة على الصلاة والزكاة، ورَدّ المظالم إلى أهلها، وتجنّب الفواحش والآثام، والحذر من الربا وأكل الحرام، كما أوصاهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ودعا فضيلته في ختام خطبته الله سبحانه وتعالى أن يُنزل علينا الغيث ولا يجعلنا من القانطين. كما أُدّيت الصلاة في العديد من الجوامع والمساجد بمكة المكرمة. جدة وفي محافظة جدة، أدى جموع المصلين، اليوم، صلاة الاستسقاء بمصلى العيد الكبير، وأَمّ المصلين عضو مكتب الدعوة والإرشاد ناصر المصعبي، الذي أوصى بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، وإخلاص النية والصدق في القول والعمل، والتوبة الصادقة النصوح، والاستغفار من الذنوب والمعاصي، والصدق في القول والعمل. وقال: ما نزل بلاء إلا بذنب وما كُشِفَ إلا بالتوبة النصوح وكثرة الاستغفار والإلحاح في الدعاء والتضرع إلى الله لدفع صنوف البلاء والمحن؛ مُحَذّراً المسلمين من أكل الأموال بالباطل والظلم والنميمة والبغضاء والحسد وقول الزور. ودعا المصعبي، المصلين إلى صلة الأرحام، وبر الوالدين، والعطف على الفقراء والمساكين والأيتام، وإصلاح ذات البين، والإكثار من الصدقات، وشكر الله على نعمائه التي لا تُعَدّ ولا تُحصى؛ سائلاً الله تعالى أن يُنزل الغيث، وأن يجعله سقيا رحمة لا سقيا عذاب، وأن يُغيث به العباد، ويسقي به البلاد، وأن يكون نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل، وألا يجعل عباده من القانطين. وقد أقيمت صلاة الاستسقاء في عدد من الجوامع والمساجد في مختلف الأحياء والمراكز التابعة للمحافظة. حائل وفي مدينة حائل تَقَدّم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل، جموع المصلين في صلاة الاستسقاء، التي أقيمت في جامع الملك فهد. وبيّن إمام الجامع صلاح العريفي في خطبته، عقب الصلاة، أن من أسباب تأخر المطر ذنوب بني آدم، ومن أسباب رفع هذا البلاء التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله؛ داعياً المصلين إلى الإكثار من الدعاء والاستغفار والتضرع لله ولزوم التوبة. الطائف وفي محافظة الطائف أدى المصلون صلاة الاستسقاء بجامع الملك فهد رحمه الله بالعزيزية، يتقدمهم محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر. وأَمّ المصلين فضيلة الدكتور محمد يحيى الحكمي، الذي تَحَدّث في خطبته عن فضل الاستسقاء ومشروعيته في حالة الجدب وتأخر نزول المطر؛ مؤكداً أن ارتكاب المعاصي والذنوب من أسباب الجدب وانقطاع الغيث. وقال: إن طاعة الله ومراقبته في كل صغيرة وكبيرة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبعد عن الحسد والبغضاء والتفرق من أسباب نزول الغيث. وأوصى المصلين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، والتمسك بكتابه الكريم وسنة نبييه محمد صلى الله عليه وسلم، والإكثار من الدعاء والاستغفار، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام، والمحافظة على الفرائض، والإكثار من النوافل، والحرص على فعل الخيرات، والتماس ما يقرب من الله تعالى ويؤدي إلى صلاح العباد والبلاد. ودعا الشيخ الحكمي الله تعالى أن يغيث العباد والبلاد؛ سائلاً الله عز وجل أن يجعل البركة فيما نزل، وأن يجعله سقيا رحمة لا سقيا عذاب عاجلاً غير آجل. الباحة وفي منطقة الباحة، أدى جموع المصلين، صباح اليوم، صلاة الاستسقاء، يتقدمهم وكيل إمارة منطقة الباحة الدكتور حامد بن مالح الشمري؛ وذلك في جامع الملك فهد بمدينة الباحة. وأمّ المصلين وكيل جامعة الباحة الدكتور عبدالله بن محمد مخايش، الذي أوصى في خطبته بتقوى الله عز وجل وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، والتمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؛ حاثاً على كثرة الاستغفار؛ لما لذلك من الأجر الكبير من الله سبحانه وتعالى. وبيّن أهمية التعاون على البر والتقوى، وفضل الصدقة التي يقدمها العبد ليبتغي بها رضا الله عز وجل؛ مشيراً إلى أن من الأسباب المانعة للرزق والغيث: قطيعة الرحم، وأكل الربا، وظلم الناس، وأكل مال الغير بغير وجه حق. ودعا الدكتور مخايش، الله جل وعلا أن يغيث البلاد والعباد من فضله، وأن يديم نعمة الأمن والأمان على بلادنا.