كان ذلك ذات مساء ربيعي جميل, وقتها كانت كعادتها تتابع كتابات من تعرفهم من الأدباء والشعراء علي صفحات الفيس بوك. وراحت بمجاملاتها المعهودة تغدق على احدهم الكثير من الثناء,والمديح. ودون سابق إنذار,تدخل أحدهم ليوجه لها الكلام دون الشاعر صاحب النص،أو غيرها من المعلقين: اسمحيلي أستاذة اميرة, فقد فاجأني كيف لإنسانة مثلك يبدو من كلامها أنها على قدر كبير من العلم، والثقافة أن تبدي إعجابها بمثل هذا الهراء الأدبي، وتعتبره شعرا؟ لحظتها استغربت كلامه ،وأحست بالحرج.فلم تتعود ان يخاطبها أحد بمثل هذا الأسلوب ،خاصة وأن الحديث يدور على صفحة شاعر آخر . ولأنها على قدر من التربية، فقد ردت عليه بأسلوبها المعروف:نحن ملزمون بتشجيع كل من نلمس فيه الموهبة استاذ محمد,ولا أعتقد النص سيئا الى هذه الدرجة . وما كادت تكمل ردها حتى وصلها طلب إضافة,قبلته دون تردد وفي نيتها إتمام الحديث عن القصيدة موضوع الخلاف ،بعيدا عن أعين صاحبها حتى لا يجرحا إحساسه. ولأن الأيام تخبئ للإنسان ما لم يكن ينتظره.فقد استحسن كل منهما طريقة حيث الآخر،ليصبح لقاؤهما يوميا، فيمتد إلي ساعات،ويتشعب إلي الكثير من مناحي الحياة. وذات مساء ،وهما يسرقان من الزمن بعض لحظات الصفاء، ودون سابق إنذار،فاجأها، وهو يقطع حديثهما في أحد المواضيع الأدبية قائلا:أميرة… انت صاحبة شخصية يندر العثور عليها في زماننا هذا وأنا…معجب بك! لم تدرك إلا بعد دقائق أنها ردت بسرعة فائقة : وأنا معجبة بك وبشخصيتك محمد!! ( كم أناديك ، وفي لحني حنين ودعاء يا رجائي أنا ، كم عذبني طول الرجاء أنا لولا أنت لم أحفل بمن راح وجاء أنا أحيا في غد ي الآن بأحلام اللقاء فأت، أو لا تأت أو فافعل بقلبي ما تشاء ) ولحديث القلوب شجون لا تنتهي.