×
محافظة مكة المكرمة

لجنة لتحديد موقع للإسعاف الجوي بالمستشفيات الطرفية شمال الطائف

صورة الخبر

التعامل مع الإرهاب لم يعد بحاجة إلى حوار لمعرفة أسبابه، والتوصل الى طرق مكافحته؛ لأننا قتلنا القضية بحثاً ودراسة، مؤتمرات ولقاءات ،ندوات وحوارات، والنتيجة توصيات وأفكار محبوسة في قاعات مغلقة، ومطبوعة في مجلدات تصد من يراها عن قراءتها، ولم تحدث كل تلك اللقاءات والمؤتمرات فرقاً في ازدياد العنف، وتنامي الخطاب الديني التحريضي، وهروب أعداد من أبناء الوطن الى حضن المتطرفين سواء كانت داعش أو القاعدة أو للحرب في سوريا. القضية أن اللقاءات المغلقة لم تخفف حدة الارهاب ولكن المواجهة الأمنية هي التي قضت عليه وحاربته حتى الآن، ولا نعرف ماذا يحدث في الجحور ومن يتشكل ليخرج علينا في شكل أكثر عنفاً ودموية من داعش. اللقاءات الآن لابد أن تواجه الخطاب الديني المتطرف، انتفاضات ما يعرف بالمحتسبين على كل فعالية فنية مهما كانت بريئة وبسيطة حتى لو كانت موجهة للأطفال، لمعرفة دوافع هذا السلوك في مجتمع يأخذ بمقتضيات العصر الحضارية والتقنية ولكنه يفتقد النهضة الفنية التي تهذب الوجدان وتشكله على حب الجمال. كان لا بد للقاءات مركز الحوار الوطني أن تخرج من التركيز على ذات الوجوه الى وجوه أخرى تشعر بالتهميش ولا تعرف شيئاً عن الحوار ولا مركز الحوار الوطني! لا بد من الانفتاح على القضايا الحيوية والثقافية ومستقبل الشباب فكرياً وثقافياً وعلمياً وعملياً، لا الدوران في ذات القضايا، وقضية الارهاب، بينما الإرهاب ذاته يتطور ويتوغل وينذر بمستقبل غامض كي لا أكون متشائمة وأزعم أنه أسود. ماذا أنتجت لنا المخيمات الدعوية التي دعمت بشكل رسمي خلال هذه السنوات منذ 2002م بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م ، غير المزيد من المحتسبين والمحتسبات الذين يكرهون الفرح والجمال ويحاربونه بكل وسيلة، وأصبح سفر السعوديين شبابهم وشيبهم، نسائهم وأطفالهم الى دول الجوار ظاهرة ملفتة في مواسم الاجازات مهما كانت قصيرة. ماذا يوجد في دول الجوار؟ لا شيء غير الاحساس بحرية الجلوس مع الأسرة والتسوق معها ومشاهدة السينما وأماكن لهو الأطفال دون رقيب ولا حسيب غير مسؤولية المواطن الذي لا يقبل بما يسيء له أو لأسرته، لكنه محاصر في الداخل بالرقباء،من المحتسبين، بالاضافة الى عدم وجود أماكن تشبع نهم الصغار والشباب الى الفرح والمتعة. آن الأوان ليُقْدم مركز الحوار الوطني على اتخاذ الخطوة التالية والتي يحتاجها الوطن في هذه المرحلة الصعبة وليثبت للمجتمع أنه يتطور تبعا لتطور احتياجات المجتمع ويغري بالاهتمام والمتابعة كمناقشة انشاء دور سينما في المدن الرئيسية وأكاديميات للفنون بدلاً من العشوائية التي يرتمي في أحضانها شبابنا الموهوبون، لأنهم لا يجدون مكانا يدعمون فيه الموهبة بالدراسة، ولا أماكن تستوعب طاقاتهم وابداعاتهم فاتجهوا الى عدة وسائل وتقديم عروض بجهود فردية ومع ذلك لم يسلموا من المحاصرة والتضييق. عذراً مركز الحوار الوطني وبالغ تقديري واحترامي للقائمين عليه رجالا ونساء ، لكن هذه الحقيقة التي لا بد أن نجهر بها مخلصين بدلاً من الدهشة التي نراها داخل المجتمع عندما يأتي ذكره وعبارة ( ماذا فعل حتى الآن ) مع تشويحة باليدين تعبر عن عدم الرضا بنتاج لقاءات دورية متواصلة على مدى سنوات منذ تأسس برؤية الملك عبدالله بن عبد العزيز غفر الله، لذلك المسؤولية الآن تقع على مجلس الأمناء الجديد وفيه نخبة من خيرة الرجال والنساء. nabilamahjoob@yahoo.com