×
محافظة المنطقة الشرقية

ديل بوسكي: البعض يستغل كرة القدم لإثارة العنف

صورة الخبر

تمكن رجال الحشد الشعبي وأبناء العشائر والشرطة المحلية الجمعة، من فتح طريق بري من الحي السكني المحاصر من قبل تنظيم (داعش)، باتجاه قاعدة عين الأسد، وفيما أكد مسؤولون أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى القاعدة لبدء تحرير الناحية والمحاصرين خلال مدة أقصاها 48 ساعة، وأكدت المرجعية الشيعية في النجف تقديم دعمها لأهالي البغدادي، مؤكدة أنها أرسلت مساعدات عاجلة وأنها مستعدة لاستضافتهم. وقال المتحدث باسم الحشد الشعبي في قضاء حديثة إبراهيم الجغيفي إن "الوضع خلال ال72 ساعة الأخيرة كما هو، الحي السكني في ناحية البغدادي محاصر من قبل (داعش) بواسطة قناصين على بعد مسافة تقدر من 200-500 متر لاستهداف الأهالي، والقوات الأمنية مرابطة على مواقعها وتؤمن الطريق من قاعدة عين الأسد وحتى سيطرة ماجد بمسافة خمسة كيلو مترات، أما بعدها فالطريق الرئيس من القاعدة وحتى ناحية البغدادي بيد تنظيم (داعش)". وأضاف الجغيفي أن "المساعدات الغذائية والإنسانية التي وصلت إلى قاعدة عين الأسد من النجف والمنظمات الإغاثية، هي الآن في قاعدة عين الأسد لكنها لم تصل إلى الأهالي المحاصرين حتى هذه اللحظة". وقال الجغيفي إن "أبناء العشائر والشرطة المحلية فتحوا طريقا بريا يربط الحي السكني بقاعدة عين الأسد من خلف سكة القطار ولكن قائد الفرقة السابعة بالجيش مجيد اللهيبي لم يقم بدوره في إمداد أهالي المنطقة بالمواد الغذائية والإنسانية". وأكد الجغيفي "يوم أمس وصلت تعزيزات عسكرية تضم فوجين وكتيبة مدرعة تابعة للشرطة الاتحادية ولواء مدرعا تابع للجيش العراقي مع أسلحة وأعتدة إلى قاعدة عين الأسد لفتح الحصار عن الحي السكني وتحرير ناحية البغدادي خلال ال24 أو ال48 ساعة المقبلين حسب اتصالاتي المباشرة مع داخل القاعدة". ولفت الجغيفي إلى أن "القائد العام للقوات المسلحة أمر قائد الفرقة السابعة بإجلاء عوائل الحي السكني إلى بغداد لكن قائد الفرقة لم يقم لحد هذه اللحظة بدوره إطلاقا، والناس هنا لا يريدون إجلاءهم وإنما مدهم بالغذاء والماء، فقد استشهد أربعة أطفال لشربهم المياه من آبار في الناحية وهذه الآبار تضم كميات من الكبريت والأملاح بسبب تقصير قائد الفرقة في رفد المحاصرين بالماء الصالح للشرب، رغم الاتصال المباشر وتأكيد قائد شرطة الناحية بفتح طريق بري بين القاعدة والحي السكني وطالب بضرورة إيصال مياه للأهالي لكنه أيضا لم يرسل أي مساعدة". وكان مدير شرطة ناحية البغدادي، غربي الأنبار، حذر من مغبة حدوث "مجزرة مروعة" جديدة إذا ما تمكن (داعش) من دخول المجمع السكني وسط ناحية البغدادي، غربي الأنبار، مبيناً أن التنظيم يحاصر المجمع من جهاته كلها منذ أكثر من أسبوع من دون وصول أي تعزيزات عسكرية للمنطقة. الوضع الإنساني في المدينة مرعب خاصة المجمع السكني وانعدام مياه الشرب اضطر العوائل والأطفال إلى شرب مياه الأمطار، حيث قامت العوائل بنشر الأواني على الأرض للتزود من مياه الأمطار الساقطة التي أغدق بها (الرحمن) على المحاصرين، حيث كانت أجواء العراق الجمعة ممطرة. بعض العوائل استطاعت الهرب من المناطق التي سيطر عليها التنظيم، وتركت وراءها كل شيء، مشيرين إلى أن "أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية ارتفعت بشكل غير مسبوق حيث وصل سعر كيس الطحين إلى أكثر من (200) ألف دينار عراقي في حين أن سعره (40) ألف دينار تجاري، وسعر كيلو الخضروات مثل الطماطم والبطاطا، إن وجدت، إلى أكثر من خمسة آلاف دينار، في حين سعرها المعتاد (1000) دينار عراقي، فيما وصل سعر اللتر الواحد من البنزين إلى أكثر من ستة آلاف دينار، وسعره المعتاد (400) دينار، وأغلقت المحال والأسواق أبوابها بعد نفاذ ما لديها من مواد". ويقول سكان الناحية إن "المواد الغذائية التي وصلت عن طريق الجسر الجوي إلى البغدادي قليلة ولا تسد حاجة المواطنين، فيما يتعرض السكان لخطر الموت عطشا". الوضع السياسي في المدينة والأنبار بصورة عامة شائك جدا وهناك تداخل وتقاطعات بين شيوخ العشائر أنفسهم وبين مسؤولي الحكومة المحلية في الأنبار والقوات الأمنية.. المساعدة الأمريكية لتحرير مدن الأنبار تشترط موافقة وطلب الحكومة العراقية من واشنطن وهذا بحد ذاته يشكل تحديا آخر، إذ إن الأوضاع في البلاد لا تسمح للحكومة طلب عودة القوات الأمريكية، وربما بعض الكتل السياسية سوف تعترض على حكومة العبادي التي أكدت بشكل مستمر أنها ليست بحاجة لطلب قوات أجنبية. السفير الأمريكي وخلال لقائه وفدا يمثل الأنبار قال لهم "إننا لا نستطيع مساعدتكم إلا إذا اقتنعت حكومتكم بالموافقة على إنزال قوات أمريكية برية"، وربما يكون رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مقتنعا بتدخل خارجي لحسم الموقف في هذه المدينة (الأنبار) التي جمعت كل المعاناة لها وللعراق لكن هناك كتل سياسية داخلية وقوى إقليمية ترى أن وجود هذه القوات يخل بالاستقرار الأمني في المنطقة، وأنه عودة إلى الاحتلال، وهذا يشكل ضغطا كبيرا على العبادي الذي يبدو أنه محتار بين تهديدات داعش والمزاج الداخلي والإقليمي والشروط الأمريكية. الأمريكان الذين ينشرون المئات من المستشارين والمدربين والذين لا يبعدون عن داعش بمسافة كيلو أو كيلوين يجعلهم يناقشون هذا الخطر وسلامة المستشارين، والمعالجات العراقية التي يرون أنها لا تزال ضعيفة لعودة الاستقرار إلى المناطق ومنها قاعدة الأسد التي يتواجد فيها المدربين الأمريكان. الأطراف العراقية ومنها مشاركة في حكومة رئيس الوزراء وجهت انتقادات إلى التحالف الدولي وإلى ضعف مساندته للجيش العراقي، والسؤال لديهم هل عشرون دولة كبرى لا تستطيع حسم معركة في ناحية صغيرة مثل "البغدادي" التي لا تتعدى مساحتها (480 كم2)؟ وماذا يستطيع التحالف أن يعمل في ظل عجزه عن تأمين مدينة صغيرة؟؟، وهل وجود تحالف دولي في حرب قائمة ضد الإرهاب يحتاج إلى دعوة من حكومة العراق للمساندة في الأنبار؟؟، التحالف الدولي حصل على مباركة وقبول عراقي مسبقا، أم أن المساندة الأمريكية ستكون خارج التحالف ولها شروطها الخاصة، إذن ما مصير التحالف الدولي؟؟ ومن الأمور الغريبة أن "طيران التحالف يعالج بشكل طفيف بعض الأهداف، وهو لم يوجه سوى سبع ضربات فقط منذ بداية الأزمة في (البغدادي) وأنها لم تحدث أي تغيير في الموقف الأمني، إذ لازال المسلحون في مواقعهم". يذكر أن تنظيم داعش الإرهابي قام بحرق ونحر (150) شخصا من قبيلة العبيد - في مدينة البغدادي، كما فجر الداعشيون مسجد [الفاروق] الواقع في قرية جبة التابعة لناحية البغدادي بعد زرع عبوات ناسفة، ويعد المسجد من أقدم المساجد في الأنبار حيث شيد في زمن الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أي قبل نحو 1400 عام، وجرى تطويره فيما بعد، حسب مدير الناحية مال الله العبيدي.