×
محافظة القصيم

عاقل الحمياني إلى رحمة الله تعالى

صورة الخبر

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية ثلاث سنوات ونصف السنة مرت على سيطرة قوات المعارضة السورية على ريف اللاذقية بعدما تمكنت من طرد قوات النظام من أغلب القرى ذات الغالبية السنية ودخلت بعضا من القرى الموالية. انسحبت قوات النظام تحت وطأة ضربات الثوار إلى القرى الموالية لها، وتمركزت بأعلى القمم وأكثرها أهمية وخطورة، واستعصى على الثوار هزيمتها فيها، كما حدث على قمم تشالما والبرج 45 والنسر في جبل التركمان. كما فشل الثوار في السيطرة على قمم انباتة واستربة وتلا والنبي يونس في جبل الأكراد، رغم المحاولات المتكررة. ويسعى الثوار بشكل حثيث إلى إنزال قوات النظام عن قمم الجبال في ريف اللاذقية من أجل وقف استهداف المدنيين، حيث تشرف هذه القمم على أغلب القرى المحررة، وتقصفها باستمرار موقعة الكثير من الضحايا. ويؤكد أبو أحمد القائد الميداني في الجيش الحر أن الثوار سيسيطرون على هذه القمم مهما كلف ذلك من أثمان، "فحماية أهلنا من المدنيين غايتنا، وتطهير مناطقنا من رجس عصابات الأسد والمليشيات الشيعية وإسقاط النظام تاليا هدفنا الأهم الذي حملنا السلاح من أجله". أحد مقاتليالجيش الحرفي المنطقة(الجزيرة) مكانة خاصة ومن بين القمم الموجودة في المنطقة يؤكد ثوار أن قمة النبي يونس في ريف اللاذقية لها مكانة خاصة نظرا إلى أهميتها الإستراتيجية التي جعلتها محط أنظار واهتمام النظام والمعارضة معا، كما جعلت أمر حسم السيطرة عليها لأحد الطرفين معتمدا على عوامل كثيرة متداخلة. وتعد القمةهي الأعلى في ريف اللاذقية، ويبلغ ارتفاعها ما يزيد على 1500 متر عن سطح البحر، وتشرف على مناطق واسعة من ثلاث محافظات هي اللاذقية وحماة وإدلب، وتكمن أهميتها في أنها تشرف على أغلب المدن والقرى الموالية للنظام ولا سيما القرداحة وجبلة. كما تعتبر القمة نقطة ارتكاز رئيسية للنظام، يقوم عبرها بحماية طريق اللاذقية إدلب -المنفذ الوحيد لقوات النظام إلى معسكراته هناك- حيث تشرف القمة على جسر الشغور وكامل سهل الغاب، ومنها يقصف النظام قرى جبلي الأكراد والتركمان باعتبارها النقطة الأعلى في المنطقة. وتحدث العقيد أبو المجد -وهو قائد لواء بالجيش الحر- للجزيرة نت عن محاولات سابقة للسيطرة على القمة منها ما حدث في أكتوبر/تشرين الأول 2012 عندما اشتركت كل فصائل الجيش الحر في معركة استهدفت السيطرة على هذه القمة وبالفعل "خلال ساعات كان الرجال يؤدون الصلاة عليها، لكن فجأة انسحبت فصائل من القمم المجاورة، فاضطررنا للانسحاب لأننا سنكون تحت وابل من النيران". المعارضة متهمة وأضاف أبو المجد "لم نعرف حينها سبب انسحاب تلك الفصائل، ولكن تبين لنا أن شخصيات من المعارضة السورية حضرت إلى الجبهة والتقت بعض قيادات الحر، وحصل ما حصل". ثم تكررت المحاولة في أبريل/نيسان 2013 وكانت هذه المرة بمشاركة فصائل إسلامية، وتمت السيطرة على القمة، ولكن قبل استتباب الأمر حصلت خلافات بين قيادات مشاركة في العملية، تطورت إلى اشتباك مسلح سقط فيه قتيل وجرحى عديدون على خلفية وقف الإمداد بالذخيرة. وفي تصريحات للجزيرة نت، اتهم أبو العبد -قائد ميداني في الجيش الحر- قيادات في المعارضة بالوقوف وراء ذلك الخلاف والاشتباك الذي أوقف المعركة ودفع الجميع للتراجع عن القمة. لكن العميد أحمد بري نائب رئيس هيئة الأركان في الحكومة السورية المؤقتة نفى علمه بتدخل من أي جهة لوقف معارك الساحل، وأكد أن هيئة الأركان تعمل على إنشاء جيش حر منظم، وقد أسهمت في تشكيل الفرقة الساحلية الأولى. وقال للجزيرة نت "ندعم الفرقة بكل ما نستطيع، ونريد لها أن تقوم بأعمال عسكرية مدروسة بشكل جيد وتسعى لتحقيق النصر الذي ينشده الشعب السوري المناضل". قرار دولي ولم يخف قيادي معارض من اللاذقية أن بعضا من قيادات المعارضة، بدءا من المجلس الوطني وصولا إلى الائتلاف، يضغط باتجاه عدم فتح جبهة الساحل، وأكد أنهم يقفون في وجه إمدادها بالعتاد الثقيل القادر على تحقيق انتصار مهم فيها. ورجح المعارض الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن يكون مخطط دولي وراء عدم السماح بانتصار أحد الفريقين حتى اللحظة، ويرى أن المطلوب دوليا "استمرار الاقتتال زمنا طويلا ينهك الفريقين ويوصل إلى الحكم في سوريا أحد المرهقين حتى يسهل قيادته والتحكم بسياساته". وأضاف في حديث للجزيرة نت أن "من مفرزات ذلك على جبهة الساحل عدم السماح للثوار بالسيطرة على قمة النبي يونس، لأن ذلك سيمنحهم فرصة قصف مواقع النظام في كل ريف اللاذقية بدقة عالية، ويعتبر ذلك خللا في التوازن الذي يسعى الغرب للإبقاء عليه". في حين أكد عبد السلام الفريج عضو المجلس الوطني عن التيار الشعبي الحر المشارك في الائتلاف، أن مؤسسات المعارضة لم تتوان عن دعم كافة الجبهات بالإمكانات المتاحة. ونفى ممارسة الائتلاف أو المجلس الوطني ضغوطا على أي جبهة كانت، وقال "لا شيء علنيا من هذا يحصل"، واستبعد أن يجري في الخفاء.