×
محافظة القصيم

القبض على شخص ارتكب 31 جريمة نصب واحتيال

صورة الخبر

الهاجس الأول لمعظم الناس في شرق ووسط المملكة أمس (الأحد) كان تعليق دراسة الصغار، ولماذا لا يعتبر «الغبار» بهذا القدر والسوء والتأثير حدثاً مناخياً مثله مثل المطر؟ هل وزارة التعليم «تفزع» للأمانات والبلديات والمرور والدفاع المدني خلال المطر الذي يفضح المشاريع؟ أيهما أشد تأثيراً على الصحة العامة المطر أم الغبار؟ يا ترى.. من لهؤلاء الصغار إذا لم تكن إدارة التعليم قادرة على اتخاذ قرار للمصلحة العامة؟ الغبار الشديد كارثي أكثر من المطر على الصحة العامة، خصوصاً الأطفال، لكن الدراسة لا تعلق بسببه، ربما لأنه لا يفضح سوء البنية التحتية أمام الرأي العام، أو لأننا تعودنا أن الخشية هي من تعطل المركبات، في الأودية التي خُططت وبُنيت، وأصبحت جزءاً من كثير من المدن. مثلما نختنق، تختنق أقسام الطوارئ في المستشفيات عندما يحل علينا الغبار، وهي تنوء بحملها من قبل، من دون كوارث جوية، وتعجز عن استقبال الجميع، فيتجّه الناس بأطفالهم إلى المستوصفات والمستشفيات الأهلية، وهناك يدخلون إلى مسلخ مالي بما تعنيه الكلمة من معنى، فضلاً عن مسلخ مهني، إذ نرى بوضوح اجتهادات غير مهنية أو متخصصة في حالات إسعاف مرضى الحساسية والربو شفاهم الله جميعاً. الغبار يغتال صدور الصغار، وإذا كان المراهقون والمراهقات يستطيعون تغطية أنوفهم وأفواههم بالشماغ أو «الطرحة» لفلترة الهواء قليلاً، فإن الصغار لا يستطيعون ذلك، والمؤلم أن كثيراً من المدارس لا يمكنها تنظيف الأرضيات والجدران والطاولات قبل دخول الصغار، وبعضها من الأساس يكسو أثاثها الغبار من دون أجواء ترابية، فلماذا لا تعلّق الدراسة للصغار على أقل تقدير، لنحافظ عليهم، ونخفف الضغط على أقسام الطوارئ. طالبت قديماً بعمل علمي مشترك يهدف إلى تصنيف علمي لأنواع الغبار، تشترك الأرصاد مع مدينة العلوم والتقنية، والجامعات، وتقوم بأبحاث أو تعلن المعلومات إن وجدت، وتصدر لنا دليلاً إرشادياً نعرف إذا كان هذا الغبار خطراً، أم متوسط الخطورة، أم آمناً، فنعرف كيف نحمي صغارنا، ولا ننتظر إدارات التعليم التي يفترض أن تستفيد هي من هذه التصنيفات، وتقرر تعليق الدراسة للصفوف الأولية في حالات معينة. للصحراء في كل الدنيا مناخ قاسٍ، وهي جزء كبير من أرض بلادنا، فلا بد أن نتعامل معها بواقعية، ولا بد أن يكون نمط الحياة في بعض المدن مرسوماً وفق هذا الأساس، فإذا كنا استطعنا بالوفرة المادية، أو اضطررنا للزيادة السكانية التمدد كثيراً، وصولاً إلى بقع يصعب العيش فيها، فلا بد أن يكون جزء من تكيفنا مع بيئتنا هو دراستها بعمق، ومساعدة الناس على النجاة من أضرارها، أو تقليل آثارها. وأخيراً إلى معدّي ومديري الفترات الإذاعية، رجاء إنساني.. عندما يكون الطقس سيئاً صباحاً، ومليئاً بالغبار، والشوارع بالطبع مزدحمة، ترتكبون جريمة ذوقية ببثكم أغاني لـ«الطقاقات» أو «الطقاقين»، فتزيدون مستويات التعاسة... رفقاً بالناس، الذين لا بد أن يكون لديهم شيء ما يحسون فيه أو به، إنهم في الصباح، بداية يوم في بداية الأسبوع!