«تفضل يا ولدي العزيز هدية تخرجك جهاز لوحي ذكي»، يبدو أن هذه العبارة ستحل مكان الهدايا التقليدية التي كانت في السابق تتراوح بين مبلغ مالي أو ورود، كتب، دراجة، ملابس وغيرها، إذ أن التطور التكنولوجي الكبير الذي يسيطر على العالم يجعل التغيير الثقافي للمجتمع في غير منأى عن ذلك. وباتت اليوم الأجهزة اللوحية التقنية الذكية تلقى الرواج الأوسع وتسيطر على سوق الهدايا التقليدية، وهو ما يشير إليه عبدالتواب سليمان وهو بائع في محل ورود إذ يقول: بجواري محل يبيع أجهزة لوحية وأرى كثيرا التنامي المتسارع في المبيعات على حساب هدايا أقل سعرا وربما ذلك يعني أن التطور الاقتصادي أو حتى المعرفي يطال الجميع، ولفت إلى أنه بات في محله يبيع الورود للمحبين والزائرين لأغراض تتعلق بأمور غير هدايا التخرج التي وجدت لها ضالة أخرى وربما يزورنا من يرغبون في تغليف هدايا التخرج الإلكترونية على سبيل المثال. فيما يبين نادر صفّار «بائع الكترونيات» أن ما يتعلق بالأجهزة الذكية باتت واسعة الانتشار وتزداد قيمتها مع بداية الإجازات حيث تجد الأبناء يتجولون مع أهاليهم لطلب المزيد منها، لافتا إلى أن مثل هذه الأجهزة ستبقى لسنوات هي أهم الهدايا التي تقدم إلى الأبناء أو الأصدقاء. إلى ذلك يشير الدكتور محمود عايد «طبيب مخ وأعصاب» إلى أن الأجهزة السطحية اللمسية تؤثر سلبا على الذاكرة على المدى الطويل وفق دراسة عالمية أجريت مؤخرا، مضيفا بأن الأطفال بحكم جلوسهم لفترات أطول أمام هذه الأجهزة قد يؤدي إلى إجهاد الدماغ فضلا عن أنها تسبب جفاف العين من خلال التركيز المطول الذي يرهق عضلة النظر الضعيف. فيما اعتبر محمد ميسان أخصائي نفسي، بأن الأجهزة اللوحية التي بات الأطفال يقضون الكثير من الوقت بصحبتها دون مراقبة من الأهل تعد مساهما كبيرا في انطواء الفرد وعزلته وحتى كآبته خاصة حين يصبح الأمر متعلقا بالإدمان عليها، مضيفا بأن الاستعمال المتزايد للتكنولوجيا يزيد من صفات التوحد والانعزالية وقلة التواصل مع المحيط الخارجي، مطالبا الأسرة والتعليم بأن يتعاملوا بتمهل وعناية مع مثل هذه الحالات وإيصال المعلومة لها بأن مثل هذه الأجهزة يستخدم بطريقة منظمة وليس عشوائية.