تواجه بلدان عالمنا المعاصر العديد من التحديات الداخلية والخارجية المتعلقة بتنمية مواردها البشرية والطبيعية، وبلا شك يأتي التعليم في مقدمة الخيارات لتشكيل المواطن القادر على مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها. ولما كان المعلم هو عصب البناء الحضاري لأي أمة؛ فقد بات من الضروري أن يبدأ التطوير من المؤسسات الأكاديمية التي تعده -والمتمثلة بكليات التربية- والوصول بها إلى أفضل صورة ممكنة، شاملاً لجميع مفاصلها انطلاقاً من رؤيتها ورسالتها وأهدافها، مرورًا بتصميم البرامج وإدارتها، والأخذ بالمعايير العالمية في سياسات القبول وتوصيف المقررات التعليمية، وتوظيف الحديث من طرائق التدريس ووسائط التعليم والتعلم وتقنياته، فضلاً عن الاختيار المتميز لأعضاء هيئة التدريس المتمكنين في مجالات البحث العلمي والتدريس وخدمة الجامعة والمجتمع. وحيث إن المعضلة الأساسية في معادلة نجاح أي عمل أكاديمي مرموق تكمن في ارتكازه على التشارك الفعال للأفكار والتجارب، فقد برزت الحاجة إلى النشاط الدولي، والتحالفات الاستراتيجية بين الجامعات، من أجل تكريس الجهود لتحقيق الأهداف والوصول إلى الغايات، وكانت هذه هي نقطة البداية للتفكير في إقامة هذا المؤتمر. كما أن مشاركة هذا العدد من العلماء والمفكرين والباحثين من مختلف دول العالم لمؤشر على حيوية موضوعه، آملين أن يحقق أهدافه في إتاحة فرصة حقيقيةً للباحثين في مجالات التربية، والقيادات الجامعية للأخذ بكل ما هو جديد ونافع، والخروج بتوصيات وآليات عمل تسهم في تطوير منظومة الأداء الأكاديمي لكليات التربية خاصة، والكليات والمؤسسات الأكاديمية عامة. ولقد جاءت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الجوف -حفظه الله ورعاه- لهذا المؤتمر، امتداداً لدعم قيادة بلادنا العزيزة للجامعات السعودية في القيام بالدور المنوط بها، راجين من المولى -عز وجل- أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وأن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها إنه سميع مجيب. أ. د/ إسماعيل بن محمد البشري - مدير جامعة الجوف