"جبل لا يهزك ريح".. إنه فريق الهلال لكرة القدم، يتحدى الظروف ويتحملها لا ينحني ولا تخور قواه، يبقى صامدا كالصخر في أحلك الأوقات وأشدها، يمرض ولا يموت، كما الفرق الكبيرة هيبة لا تتأثر بالضغوط، ولاسيما في ظل جمهور عاشق ولهان يقدر ما يمر به ويعلن وقوفه معه حتى يتجاوز المحن والخطوب مهما كثرت. الهلال المراد الأزرق بعد أن ظن البعض أنه هالك لا محالة وساقط في براثن الهزيمة أمام الأهلي في الجولة الـ 16 من دوري عبد اللطيف جميل، خيب ظنهم، وكاد أن يخرج بنقاط المباراة كاملة ويلحق أول خسارة بمنافسه، إلا أن الأخير أدرك التعادل بعد عناء، ويقول المدرب المصري عبود الخضري "الأندية الكبيرة تقاوم الظروف من أجل عدم الخسارة أو افتقاد الهيبة، الهلال في الفترة الحالية يمر بأوضاع سيئة للغاية على الجانب الفني والإداري لاستقالة رئيس النادي وإقالة المدرب الروماني ريجيكامب، رغم ذلك قدم أمام الأهلي مباراة مميزة وبالذات في الشوط الأول الذي شهد سيطرة كاملة، فيما تأثر بالتغييرات في الشوط الثاني، وبالذات خروج اليوناني ساماراس مصاباً، وهو الذي كان أحد نجوم المباراة، لذلك فإن هيبته لا تجعله يقبل بأن يكون حلقة ضعيفة في الدوري السعودي، لذلك كان الفريق يلعب المباراة بدافع مختلف بعيدا عن الأمور الفنية". وحول إمكانية منافسة الهلال على بطولات الموسم الحالي، رد "الهلال يملك عناصر مميزة تعد هي الأفضل، فقط يحتاج الفريق إلى مدرب مميز يستطيع توظيف اللاعبين بما يعود بالنفع على أرض الواقع، لأن ريجيكامب لم يكن قادراً على الاستفادة القصوى من اللاعبين، وبالذات بعض الأسماء التي لم تجد فرصتها، في مباراة الأهلي يعد عبدالله عطيف من أبرز اللاعبين، ورغم ذلك لم يكن يشارك في الفترة الماضية، لذلك فإن علة الهلال تكمن في المدرب الذي يملك قدرة على اختيار الأسماء التي تقدم الإضافة للفريق". الهلال في الموسم الحالي مر بعديد من المراحل التي أثرت سلباً على أداء فريقه، وهزت ثقته بنفسه بعد أن خسر نهائي دوري أبطال آسيا، ثم أتبعه بخسارة نهائي كأس ولي العهد، وبالتالي أصبح الفريق الأزرق يعاني على الصعيد النفسي أكثر من الأمور الفنية، ولم يستطع تجاوزها حتى مباراة الأهلي، وذلك بتغير إيجابي طفيف، عن ذلك يعلل الخضري قائلا: "كرة القدم تعتمد على جزيئات بسيطة تؤثر في أمور كبيرة ومفصلية، الجانب النفسي والجاهزية الذهنية البعيدة عن الضغوط تتجاوز أهميتها الأمور الفنية وتكتيك المدرب، لذلك فإن الهلال يحتاج إلى بعض الأمور التي تجعله يتجاوز حالة الإحباط التي يعانيها في الوقت الراهن، رحيل الإدارة ومن ثم الجهاز الفني أوجد بعض التغيير الجذري الذي يعتبر إيجابياً للاعبين، الذين هم من يحتاجون إلى نقطة بداية جديدة من كل النواحي حتى تنهي إرهاصات كل الإخفاقات الماضية، لذلك فإن اختيار مدرب جديد يملك القدرة على إعداد الفريق ذهنيا سيجعل الهلال يعود بكل قوة".