شغل موضوع سفر ثلاث فتيات من لندن للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية الصحف البريطانية الصادرة صباح الأحد، فتابعته معظم الصحف، بعضها على صفحتها الأولى. كذلك نشرت صحيفة الأوبزرفر تحقيقا عن الأوضاع في غزة. خذلان في صحيفة الأوبزرفر نطالع تقريرا أعده كريس غانيس، مدير البيانات الاستراتيجية لوكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بعنوان العالم نكث وعوده بخصوص إعادة إعمار غزة، الأطفال سيعانون. يستهل غانيس تقريره بالحديث عن تأثير شتاء قاس على حياة الناس في غزة، فيخبرنا عن الرضيعة سلمى التي تجمدت وفارقت الحياة وهي لم تتجاوز 40 يوما. ثم يصف لقاءه بعائلة سلمى في نفس المكان الذي تجمدت فيه الرضيعة، وحيث لا تزال العائلة تعيش في بلدة بيت حانون، وهو عبارة عن بيت خشبي سقفه من البلاستيك. تروي الوالدة، ميرفت، ظروف وفاة طفلتها: كانت الليلة قارسة البرد، كنا مبللين جميعا، لكن بعضنا تمكن من النوم. بدأ الماء يدلف من السقف، وبلل أغطية سلمى، وجدتها ترتجف، كان جسدها الصغير متجمدا مثل البوظة. حين بدأ النزاع المسلح في غزة كانت عائلة ميرفت الكبيرة والمكونة من 40 شخصا تقيم بالقرب من الحدود. أدرك حموها أن الحياة هناك لا يمكن أن تستمر. كانت رائحة الموت تخيم على المكان، كان الأطفال مرعوبين وغير قادرين على النوم، كما قال والد سلمى لمعد التقرير. ولم تنته مأساة العائلة برحيل سلمى، فشقيقتها ميس ذات الأعوام الثلاثة نقلت إلى المستشفى بمشاكل في الجهاز التنفسي. ويروي معد التقرير لقاءه بشقيقة ميرفت، نسرين، التي توفي ابنها ولم يتجاوز الخمسين يوما. ثم يتحدث إلى الجد، جبريل، الذي فقد حفيدين كما فقد منزله الذي دمر، ففقد الماضي والمستقبل حسب تعبيره. فقد ثمرة أربعين عاما من العمل في الزراعة. ولا يبدو أن الأوضاع القاسية التي خلفتها حرب الصيف الماضي في غزة ستتغير، كما يرى معد التقرير، فالوعود الدولية بمنح غزة مليارات الدولارات لم تترجم إلى شيكات، والأمم المتحدة عاجزة، والحالة هذه، عن تنفيذ مخططات إعادة الإعمار، والسكان الذين تركتهم الحرب بلا مأوى يبقون تحت رحمة الشتاء القارس. راديكاليون في الإدارات الحكومية وفي صحيفة الصنداي تلغراف نطالع تقريرا بعنوان راديكاليين في قلب الحكومة، يفيد بأن البارونة وارسي وظفت أشخاصا في دوائر حكومية يعتقد أن لهم صلات مع متطرفين إسلاميين. ويحاول بعض هؤلاء أن يضغطوا باتجاه رفع الحظر عن دخول بعض الأئمة الذين ينشرون الكراهية إلى بريطانيا، وبينهم زكير نايق، الذي قال إن على كل مسلم أن يكون إرهابيا، حسب التقرير. وقال فايز مغال، الذي كان يعمل مع هؤلاء الأشخاص، للصحيفة إنه قدم استقالته احتجاجا على نشاطاتهم، وقال إن نوعا من التسلل للإدارات الحكومية قد حصل. وكان موغال مديرا للمنظمة الوطنية لرصد الهجمات الموجهة ضد المسلمين. وقال موظف آخر إن وصول أولئك الأشخاص إلى دوائر الحكومة حصل على يد البارونة وارسي. وقد بقي الأشخاص على رأس وظائفهم حتى بعد استقالة البارونة وارسي احتجاجا على موقف الحكومة البريطانية من الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة الصيف الماضي، حسب الصحيفة. استدراج للإرهاب وفي صحيفة الصنداي تايمز يتساءل ديبيش غدير لماذا لم تمنع البنات الثلاث اللواتي استدرجتهن زميلة دراسية سابقة للسفر إلى سوريا والانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية؟ لماذا لم يجر إيقافهن في الوقت المناسب ؟ شميمة بيغوم قالت لعائلتها إنها ذاهبة إلى المدرسة من أجل دراسة إضافية، ولم يشك الوالدان للحظة في صدقها، فالامتحانات كانت على الأبواب، والدراسة الإضافية متوقعة، حتى أثناء العطلة المدرسية. انسلت من منزل عائلتها في الثامنة صباحا لكن المدرسة لم تكن وجهتها، بل التقت صديقتين أخريين ، خديجة وأخرى لم يذكر اسمها، وغادر ثلاثتهن البلاد على متن الخطوط الجوية التركية إلى إسطنبول، وعلم لاحقا أن الهدف هو الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. كان للخبر على العائلات وقع الصدمة، وحاول جهاز سكوتلاند يارد الوصول إلى الفتيات على أمل أنهن لم يغادرن الأراضي التركية بعد. علم لاحقا أن طالبة سابقة في نفس مدرسة الفتيات الثلاث هي التي استدرجتهن، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فكيف لم ينتبه لذلك أحد؟ ولماذا لم يقم أحد بأي خطوة لإيقاف الفتيات في الوقت المناسب؟ يطرح التقرير هذا السؤال.