انتهت كل المبادرات السعودية والخليجية، والأماني التي حملها أصحاب الرأي والمثقفون من أجل احتواء اليمن بكل ظروفه كي ينمي مقدراته ويستغل ما يمكن أن يكون ميزة نسبية لليمن تتمثل في القوة البشرية، وجيش من العمالة اليمنية التي كان يمكن أن تعوض، بقليل من التدريب، كثيراً من العمالة الأجنبية في الخليج، وذلك من أجل رؤية يمن جديد يمكن أن يكون عامل قوة لا عامل ضعف وتفتيت المقدرات، ذهبت أدراج الرياح. *** كان يمكن أن تكون المبادرة الخليجية لضم اليمن لمنظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية فرصة كبرى لنقل اليمن نقلة كُبرى تخلصها من كل ما تعانيه من ظروف اقتصادية ومالية صعبة. لكن اختلاف الفرقاء داخل اليمن واستغلال ايران هذه الاختلافات أفسد على اليمن فرصة ذهبية كانت ستنتشلها من واقع مأساوي انتهت إليه بفشل الفرقاء اليمنيين على الاتفاق من أجل مصلحة اليمن وشعبه حين عملوا لمصالحهم وأطماعهم الخاصة. *** وهكذا انتهت اليمن لتتحول إلى خطر ليس لكيانها ومستقبل شعبها بل وللمنطقة قاطبة. وكان على المملكة ودول الخليج حماية كياناتها وأمنها واستقرارها ومصلحة شعوبها، فكان قرار المملكة لوضع حد للتهديد الأمني الذي قارب حدودها باستفزازات تمثلت بحشود وتدريبات وتهديدات لم تحكم صوت العقل والحكمة. فكان للمملكة مقارعة الاستفزاز واللعب بالنار .. بالنار فكان على من أثار العاصفة تحمل الإعصار .. فكان الحسم وكانت “عاصفة الحزم”. #نافذة: [[البلاد بحاجة الى الصوت الآخر، المعبِّر عن الحاجة الى الدولة المدنية ، وهذه الحاجة مستحكمة كثيراً بوعي القوى الحية بمختلف مشاربها وانتماءاتها المنتمية للعصر، وليس بقوى ما قبل العقل التي تجر البلاد الى المجهول.]] محمد عبدالوهاب الشيباني/كاتب يمني nafezah@yahoo.com