لندن: «الشرق الأوسط» عشية عيد الأضحى المبارك يعيش السوريون أوضاعا أمنية وإنسانية بالغة السوء، فبعد النداءات المتكررة التي وجهها ناشطون لإغاثة المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ في المناطق المحاصرة بريف دمشق وإنقاذهم من الموت جوعا، أفتى خطيب مسجد فلسطين في مخيم اليرموك «جنوب دمشق» بجواز «أكل لحم القطط والحمير والكلاب للمحاصرين في المخيم بعد أن بلغوا مرحلة الاضطرار المفضي إلى الهلاك». ويشار إلى أن المخيم وعدة مناطق أخرى ساخنة في ريف دمشق محاصرة منذ أكثر من تسعين يوما، حيث تغلق قوات النظام كافة المنافذ المؤدية إليه وتعزلها تماما عن المدينة، وتمنع دخول أي مواد غذائية وإغاثية بأي كمية كانت. وتعد هذه الفتوى الثانية من نوعها في البلاد، فقد سبق وأفتى أئمة جوامع في الأحياء المحاصرة منذ أكثر من عام في مدينة حمص بجواز أكل لحم القطط والكلاب والحمير. وذكرت شبكة مخيم اليرموك الإخبارية أن خطيب مسجد فلسطين في مخيم اليرموك أفتى خلال خطبة يوم أول من أمس الجمعة، بجواز «أكل لحم القطط والكلاب والحمير بسبب الحصار الذي يتعرض له مخيم اليرموك من قبل الجبهة الشعبية - القيادة العامة، والجيش النظامي». وأضافت الشبكة أن خطيب جامع فلسطين هاجم «قناتي (القدس الفضائية) و(فلسطين) والقنوات الفلسطينية لتجاهلها نقل الأحداث في المخيم، وعدم منح قضية اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الأولية». وفي السياق ذاته، قال ناشط في مخيم اليرموك: «ذبح أول ثلاثة كلاب في مخيم اليرموك اليوم (السبت) بعد صدور فتوى جواز أكل لحم الكلاب والقطط». وبينما يعاني سكان الريف الدمشقي من الحصار والقصف، يعاني سكان المدينة من نيران القذائف، التي تساقط عدد منها أمس في أحياء دمشقية، ومن ارتفاع الأسعار، رغم هبوط سعر الدولار، بعد تدخل المصرف المركزي ليصل يوم أمس إلى 180 ليرة، بعد أن كان في الشهر الماضي 220 ليرة. وذكر موقع الاقتصادي سوريا أن الأسعار سجلت ارتفاعا جديدا مع اقتراب عيد الأضحى، فيما زادت أسعار الألبسة الشتوية بنسبة 100 في المائة عن سعرها في عيد الفطر الماضي. كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية من اللحوم والخضار والفواكه على نحو مفاجئ وغير مبرر خلال اليومين الماضيين ليصل سعر كيلو البطاطا التي تعتبر أحد المواد الأساسية في سوريا إلى 160 ليرة، فيما بلغ سعر البندورة 100 ليرة والخيار 160 ليرة والبصل 80 ليرة، والحليب 170 ليرة والجبنة 800 ليرة وكيلو لحم البقر 2300 ليرة وكيلو لحم الدجاج 800 ليرة. وأفادت سيدة في سوق الصالحية بأنها كانت تنوي شراء ملابس لابنتها لكنها عدلت عن الفكرة بعد أن وجدت أن سعر بنطال الجينز الوطني بتسعة آلاف ليرة والقميص العادي جدا بنحو خمسة آلاف. وقالت: «نزلت إلى السوق ومعي عشرون ألف ليرة لن تكفي لشراء أي شيء للعيد ولا كسوة لواحد من أولادي الخمسة؛ لذا قررت العودة إلى البيت دون أن أشتري شيئا». فيما قال رجل آخر كان يبحث عن أحذية لأولاده إنه قصد سوق الملابس والأحذية المستعملة ففوجئ بأن أسعارها أغلى بكثير من أسعار الملابس الجديدة.