ثمة مكتشفات آثاريّة ربما بدت غرائبيّة في النقوش والمنحوتات والهياكل القديمة، يعتقد منكرو الأطباق الطائرة، أنها تتصل بإنجازات الحضارات الغابرة التي ما زالت بعض معطياتها غامضة. ففي مدينة «نورمبرغ» الألمانية، تتحدّث وثائق من العام 1561 عن استعراضاتٍ لأشباحٍ كانت تتحرك بين الغيوم متّخذة شكل مئات من الصلبان والكرات والأنابيب التي تتقاتل في ما بينها. ثمة أوصاف عن مشهدية مماثلة فوق مدينة «بازل» السويسرية في العام 1566، ووُصِفَت بأنها «أجسام فضائية سود» شاركت في معركة في أجواء المدينة. يذكّر الوصفان بعملية «ظهور» السيدة العذراء لجموع من المحتفلين في سماء العاصمة الفرنسية فوق مجرى نهر الـ»سين»، في كانون أول(ديسمبر) من العام 1859، لكن «الظهور» تبدّد سريعاً، ليتبيّن أنه سراب ضوئي ناتج من انعكاس أشعة الشمس على سطح الرذاذ الثلجي في غيوم متراكمة فوق باريس. في سياق متّصل، فإن الإعتقاد بزيارات غير- أرضيين الى الأرض ليس أمراً طارئاً في تاريخ البشرية. وعلى مرّ العصور، حضر لغز الأجسام الطائرة بشكل أو آخر، في مخلّفات الحضارات القديمة وأساطيرها وأدبياتها. وكذلك توحي مكتشفات آثارية مذهلة من حضارات قديمة، كالتحف والمنقوشات والمعابد والأهرامات، بأن تلك الحضارات كانت أكثر تقدّماً من مجرد وصفها بالبدائيّة. وتقدّم حسابات الزمن والروزنامات والهياكل القديمة العملاقة، مؤشراً الى امتلاك أسلافنا إمكانات تقنية جيّدة ومعارف كثيرة. لغز يعبر التاريخ في المقابل، أدى سوء تقدير إمكانات الأقدمين وخبراتهم، إلى نوع من الحيرة والارتباك حيال بعض المكتشفات والهياكل القديمة، بل دفع البعض إلى استنتاج أنها صنعت بأيدي كائنات فضائيّة. وتحوم هذه التصوّرات حول أهرامات مصر المصنوعة بإعجاز فعليّاً. وما زال العلم حائراً لحد الآن في تصوّر التقنيّة التي مكّنت الفراعنة من نقل حجارة ضخمة يفوق بعضها الـ80 طنّاً، وجرّها عبر النيل لما يزيد على 900 كيلومتر، ثم رصفها بدقة ما زالت مبهرة حتى لعيون حضارة القرن 21. وفي النصوص السومرية القديمة، تحكي ملحمة الخلق، وهي الـ «أنوناكي» التي يعتقد بأنها كتبت قرابة 6000 أو 8500 عاماً قبل الميلاد، عن «أولئك الذين جاؤا من السماء إلى الأرض». ويعتقد أن الكثير مما جاء في سفر التكوين في التوراة هو استقراء لملحمة الخلق السومرية. وفي غرب أفريقيا ومالي، هناك قبائل الـ»دوغون» التي يعتقد أنها تحدّرت من المصريين القدماء، ولديها ثقافة غنية يعود تاريخها إلى قرابة الـ3200 قبل الميلاد. وفي الثقافة الراسخة لهذه القبائل أن كائنات برمائية فلكيّة يسمّونها «نوموس» زارت الأرض انطلاقاً من نجم مصاحب لنجم الشعرى («سيريوس»)، وهو الأكثر التماعاً في السماء بعد الشمس بالنسبة الى المشاهد الأرضي! ومن المعروف أن مقولة الـ «نوموس» ظهرت أيضاً في أساطير الحضارات البابلية والآكادية والسومرية. لكن الأكثر غرابة أن ثمة نجماً إسمه «سيريوس- ب»، وهو منطفئ وصغير الحجم وشديد الحرارة، لكنه لا يرى بالعين المجرّدة، فكيف تحدثت حضارة الـ «دوغون» عن نجم مصاحب للشعرى على رغم عجز العيون عن رؤيته؟ ويعود اكتشاف نص الـ «دوغون» عن هذا الموضوع إلى 400 عام خلت، ما يزيد عن 230 عاماً عن اكتشاف علماء الفلك الحديثين للتوأم المرافق لنجم الشعرى!