×
محافظة المنطقة الشرقية

الرئيس النيجري: استهنت أنا وفريقي بقدرات بوكو حرام

صورة الخبر

لماذا تسأل عن السبب لحدوث شيء ما أو عدم حدوثه، وقد أثارت «السببية» نقاشا يتطاير منه الغبار في معظم حقول المعرفة في حين أن السببية من البديهيات لا يحتاج ثبوتها إلى جدل «فليس يصح في الأذهان شيء.. إذا احتاج النهار إلى دليل» غير أن هناك قديما من ناطح الصخر وأنكر وجود السببية مثل الغزالي وديفد هيوم. قديما قال أرسطو: (العلم هو معرفة الأسباب) وقال ابن رشد من بعده: «من رفع الأسباب فقد رفع العقل» إن جميع الفعاليات العقلية في جميع حقول المعرفة قائمة على قانون السببية.. ليس هذا وحسب.. بل ان «الحرية» الانسانية نفسها التي لا تتحقق انسانية الانسان الا بها قائمة على قانون السببية.. ذلك لأن الحرية لا تتحقق الا بالاختيار والاختيار لا بد ان يكون وفق سبب وإلا اصبح اختيارا أعمى. المشكلة ليست هنا، ليست في إثبات السببية أو نفيها فهذه مشكلة تنفي نفسها.. ان المشكلة تكمن في ان حادثة ما قد يكون لها اكثر من سبب وهنا تختلف الآراء حولها حتى حدود التناحر وهذا ما يحدث الآن في آفاقنا الثقافية وبخاصة حول فهم التراث ووقائعه.. فنرى كل رأي يتخذ له طريقا مغايرا.. بل ويقدم على ارغام الآخرين على الايمان به. الاشد فداحة من هذا ان السبب قد يكف عن الفعل وبالتالي على المسبب ان يختفي لاختفاء سببه ولكن هناك من يصر على بقاء المسبب واستمراره، واذا اعجزه السؤال عن السبب جعل اصابعه في اذنه وراح يختلق سببا وهميا ليشفع له في بقاء السبب الحقيقي. الاسباب الوهمية هي الاشد فتكا وتدميرا للمعرفة في ميدان الفكر وميدان السلوك الاجتماعي في العالم العربي كله، ونظرة مهرولة على السلوك الاجتماعي نجد ان هذا السلوك قد (تأخرت عنه لماذا كثيرا) فأكثر هذا السلوك لا يستند الى اسباب حقيقية لما هو عليه بل هو في مهب رياح من الوهم غالبا ولذلك ينتقل من هزيمة الى اخرى ومن قمع الى آخر دون ان يرف له جفن كما يقول القدماء. لماذا غريبة هي مرحلتنا الثقافية الاجتماعية الراهنة تدخل الى الشوارع والازقة والحدائق العامة يحف بها الرعب تخاف من الاعين وتسرع هاربة راضية مثل امرئ القيس (من الغنيمة بالاياب). انت هل تؤمن بالسببية؟ لا تجبني الآن بل افحص ما في رأسك من افكار ثم اجبني وستجدني على قارعة الطريق الثقافي.